وقالت الوزارة في بيان إحصائي يومي: "وصل مستشفيات قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة نحو 105 شهداء، و530 مصاباً". وأوضحت أن عدداً من الضحايا ما زال تحت ركام المباني المدمرة وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
كما أكدت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت 7 شهداء وأكثر من 57 مصاباً من بين المدنيين الذين استُهدفوا في أثناء انتظارهم مساعدات غذائية فيما تُعرف بـ"مناطق توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تحولت إلى مصيدة دامية، فقد وثّقت تقارير متكررة إطلاق جنود الاحتلال النار مباشرة على الجموع الجائعة.
وحسب الوزارة، فقد ارتفع عدد ضحايا هذه المساعدات إلى 773 شهيداً وأكثر من 5 آلاف و101 مصاب منذ بدء توزيعها دون إشراف أممي في مايو/أيار الماضي.
وأشارت صحة غزة إلى أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في القطاع في 18 مارس/آذار 2025 ارتفعت إلى "7 آلاف و118 شهيداً، و25 ألفاً و368 مصاباً".
وفي السياق ذاته، استُشهد فجر الأربعاء 36 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في هجمات إسرائيلية متفرقة استهدفت منازل، وخيام نازحين، وتجمعات مدنية في مدينة غزة، دير البلح، النصيرات، خان يونس، ورفح.
وفي التفاصيل، استُشهد فلسطيني وأصيب 5 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
كما استُشهد 6 فلسطينيين وأُصيب أكثر من 50 آخرين من منتظري المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية خلال الساعات القليلة الماضية، برصاص إسرائيلي غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.
واستُشهد 3 فلسطينيين في غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت حي التفاح شرقي مدينة غزة، وخيمة نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع، وتجمعاً لمدنيين شمالي النصيرات وسط القطاع. وقبل ذلك، استُشهد 26 فلسطينياً في غارات إسرائيلية متفرقة على القطاع.
وفي مدينة غزة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة راح ضحيتها 10 شهداء بينهم 5 أطفال ونساء، إثر قصف منزل مأهول لعائلة جودة في مخيم الشاطئ. وأدى القصف إلى اندلاع حرائق ودمار في المنطقة المجاورة المأهولة بالسكان والنازحين.
أما في وسط القطاع، فقد استُشهد 4 فلسطينيين، بينهم أب وابنه، جراء قصف استهدف منازل في النصيرات والبريج، بينما شهدت خان يونس مجزرة أخرى أسفرت عن 10 شهداء نتيجة قصف خيام نازحين قرب مفترق العطار.
أزمة وقود تهدد بتوقف المستشفيات
وفي تطور خطير على الصعيد الإنساني، حذرت وزارة الصحة في غزة من خروج جميع مستشفيات مدينة غزة من الخدمة خلال ساعات، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ مارس/آذار الماضي.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، في مؤتمر صحفي إن "المولدات الكهربائية على وشك التوقف ومجمع الشفاء سيتحول إلى مقبرة إذا لم يدخل الوقود فوراً".
وأكد أن المستشفى اضطر بالفعل إلى وقف قسم غسل الكُلى، مما حرم 350 مريضاً بالفشل الكلوي من العلاج، فيما أصبحت الكهرباء مقتصرة على قسم العناية المركزة الذي يضم مرضى على أجهزة تنفس صناعي وأكثر من 100 طفل مبتسر.
كما حذّر من توقف ثلاجات الدم، وتعطل محطات تحلية المياه، وانتشار أمراض خطيرة، أبرزها الحمى الشوكية والتهابات نسائية بين 50 ألف امرأة حامل، نتيجة انعدام المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأطلقت الوزارة نداء عاجلاً لفتح المعابر وإدخال الوقود والمستلزمات الطبية، محذرة من كارثة صحية وإنسانية وشيكة.
ويعاني النظام الصحي في غزة من انهيار كامل جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية المتبقية والعاملة في القطاع ومنع دخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلّفت الإبادة بدعم أمريكي ما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.