جاء ذلك في تصريحات أدلى بها جمال عامر، وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، خلال لقائه مع ماري ياماشيتا، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، في العاصمة صنعاء، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للجماعة.
وأوضح عامر أن "استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، وقصف المسعفين يعد جريمة حرب متكاملة الأركان، ويجب فتح تحقيق حولها". وأشار إلى أن "الغارات الجوية الأمريكية، لا سيما في مناطق التماس والساحل، تُظهر أن العدوان الأمريكي يتبع سياسة الأرض المحروقة في سياق التحضير لعملية عسكرية برية قد تهدد بتفجير الوضع بشكل كامل".
وأضاف: "نوجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) بهدف منع تصاعد الوضع والخروج عن السيطرة".
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الأمريكي بشأن تصريحات عامر.
وكان الطيران الحربي الأمريكي قد شن غارات، مساء الخميس، على ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرب اليمن، مما أسفر عن مقتل 80 شخصاً وإصابة 150 آخرين، من بينهم عمال الميناء ومسعفون كانوا في موقع الحادث، وفق حصيلة أولية نقلتها وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إن الغارات استهدفت تدمير منصة الوقود في الميناء الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي، وذلك "لتقويض قدراتهم الاقتصادية".
وتأتي هذه الغارات بعد سلسلة من الهجمات الجوية الأمريكية على اليمن منذ 15 مارس/آذار الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 205 مدنيين وإصابة 406 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات حوثية رسمية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد وجهت تعليمات لجيشها بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، كما هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بـ"القضاء التام" على الجماعة. إلا أن الحوثيين تجاهلوا تلك التهديدات، واستأنفوا استهداف مواقع في إسرائيل وسفن في البحر الأحمر رداً على الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي.
من الجدير بالذكر أن إسرائيل، المدعومة أمريكياً، تُتهم بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 168 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن فقدان أكثر من 11 ألف شخص.