وأوضحت وزارة الصحة في تقريرها الإحصائي اليومي، أنّ مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية، نحو 93 شهيداً، و278 مصاباً، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ عدداً من الضحايا ما زال تحت ركام المباني المدمرة وفي الطرقات، وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وذكرت أنّ حصيلة الضحايا منذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس/آذار 2025، ارتفعت إلى 7 آلاف و656 شهيداً و27 ألفاً و314 مصاباً، مضيفة أنّ الحصيلة الإجمالية لحرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت إلى 85 ألفاً و479 شهيداً و139 ألفاً و355 مصاباً.
ولفتت إلى أنّ مستشفيات القطاع استقبلت أيضاً خلال الفترة المذكورة ستة شهداء، وأكثر من 29 مصاباً من طالبي المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، مبينة أنّ حصيلة ضحايا تلك المساعدات ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى 844 شهيداً وأكثر من 5 آلاف و604 مصابين.
ومنذ ذلك الوقت وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات" عبر ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً.
"مصيدة" لاستهداف الجوعى
وبات هذا المخطط مصيدة للفلسطينيين الجوعى، إذ أقر جنود إسرائيليون عبر تقارير إعلامية تلقيهم أوامر بإطلاق النار على حشود الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات بذريعة تفريقهم.
وبوتيرة يومية، يطلق جيش الاحتلال النار على المجوّعين المصطفين قرب مراكز التوزيع، ما تركهم بين مصير الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي أحدث الجرائم الإسرائيلية، أفادت مصادر طبية باستشهاد سيدتين برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد فلسطيني آخر في قصف إسرائيلي استهدف خيمة بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وشهدت مدينة غزة غارات إسرائيلية عدة، وأسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين في حي التفاح، إلى جانب استشهاد 5 فلسطينيين جراء استهداف منزل في حي الزرقاء شمال شرقي المدينة.
واستشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف حي الزيتون جنوب شرقي غزة، ووقعت مجزرة في مخيم الشاطئ غربي المدينة، إثر استهداف منزل مأهول، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين.
وشمال مدينة غزة، استشهدت سيدة فلسطينية وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع اللبابيدي بحي الشيخ رضوان، بينما ذكر شهود عيان أنّ عدداً من الفلسطينيين أصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في حي الرمال غربي المدينة.
وشرق جباليا شمالي القطاع، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف وتدمير للمنازل والمنشآت نجم عنها انفجارات ضخمة.
استهداف الأطفال
من جانبها، قدّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أنّ إسرائيل تقتل يومياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما يعادل "صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال"، إذ يراوح عدد طلاب الصف بين 35 إلى 45.
وقال سام روز، مدير شؤون الأونروا بغزة في بيان: "في كل يوم منذ بداية الحرب في غزة، يُقتل في المتوسط ما يعادل صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال".
وقبل اندلاع الإبادة التي حولت أغلبية مدارس الأونروا إلى مراكز لإيواء النازحين، كان عدد طلاب الصف الدراسي يراوح بين 35-45، وذلك وفقاً لحالة الاكتظاظ في المدارس.
ودفع الأطفال ثمناً باهظاً للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 21 شهراً، التي قتلت خلالها ما يزيد على 18 ألف طفل، وصل منهم إلى المستشفيات نحو 16 ألفاً و854، وفق آخر معطيات للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
كما يعيش الأطفال في القطاع واقعاً مريراً جراء موجات النزوح المتكررة، فضلاً عن حالات الجوع والعطش الناجمة عن السياسة الإسرائيلية في تدمير مصادر الغذاء والمياه، وإغلاق المعابر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 197 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.