ونقلت القناة 12 الإسرائيلية الاثنين عن مصادر أجنبية، أن "المحادثات تسير إيجابياً"، مشيرة إلى أن الأطراف المعنية تترقب ما سينجم عن عشاء خاصّ سيجمع الزعيمين الأمريكي والإسرائيلي، حيث تُعتبر أولوية ترمب الحالية إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وأضافت القناة في تقريرها أن وفد التفاوض الإسرائيلي الحالي في الدوحة لا يضمّ حتى الآن مسؤولين رفيعي المستوى مثل رئيس الموساد دافيد برنياع أو اللواء نيتسان ألون، على أن ينضمّ هؤلاء لاحقاً في حال اقتراب المحادثات من الحسم.
ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية مطّلعة قولها إن "التقدّم لا يزال محدوداً"، مؤكدة أن كل الأطراف تنتظر "فهم الهامش المتاح للتحرُّك".
لقاء القمة وحسابات الانسحاب
وأشارت القناة إلى أن البيت الأبيض أكّد أن الرئيس ترمب سيستضيف نتنياهو في عشاء خاصّ مساء الاثنين، وأن المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجه لاحقاً هذا الأسبوع إلى الدوحة للانضمام إلى المفاوضات.
ونقلت عن مصادر أجنبية أن "إسرائيل قد تُبدي مرونة طفيفة بشأن انتشار قواتها داخل قطاع غزة، لكنها ترفض الانسحاب الكامل إلى خطوط وقف إطلاق النار السابقة"، وهو ما ترفضه حماس التي تصر على انسحاب شامل إلى ما قبل 18 مارس/آذار الماضي.
وتتمسّك إسرائيل بإبقاء "محيط أمني" بعمق 1.2 كيلومتر داخل غزة، بخاصة في محيط "محور موراج" بين رفح وخان يونس، وترى فيه خطّاً أمنيّاً ضروريّاً.
خلافات حول آلية المساعدات
وعن المساعدات الإنسانية ذكرت القناة "بوادر لتفاهم جديد" حول آلية توزيعها. وتطالب حماس بالعودة إلى النموذج السابق القائم على دخول الشاحنات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، فيما ترفض إسرائيل هذا النموذج خشية فقدان السيطرة على مسارات التوريد أو تسرب الأسلحة إلى غزة، مع ذلك كشفت القناة عن استعداد داخل إسرائيل لقبول "صيغة مختلطة"، تبقي مراكز التوزيع في جنوب القطاع مع إعادة تفعيل آلية الأمم المتحدة القديمة جزئياً.
عقدة إنهاء الحرب
رغم التفاهمات الجزئية، تؤكد إسرائيل، بحسب القناة، أنها لن تتنازل عن مطلبها الرئيسي، وهو "تفكيك حركة حماس ونفي قياداتها وتجريدها من السلاح". ومن المتوقع أن يُعيد نتنياهو هذا الموقف صراحة خلال عشاء القمة مع ترمب.
وتوقعت القناة انعقاد اللقاء بين الجانبين في البيت الأبيض عند الساعة الواحدة والنصف صباح الثلاثاء بتوقيت تل أبيب (22:30ت.غ).
تفاوض غير مباشر وضغوط إنسانية
كان وفد إسرائيلي وصل إلى الدوحة الأحد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتقدّر إسرائيل عدد أسراها في غزة بنحو 50، بينهم 20 على قيد الحياة، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني، يعانون تعذيباً وإهمالاً طبياً أدى إلى وفاة عديد منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة بدعم أمريكي مباشر، شملت القتل والتجويع والتهجير والتدمير، في تحدٍّ لقرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية كافة.
وأدّت هذه الحرب حتى الآن إلى سقوط أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة تحصد أرواح كثيرين.