جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عقب اتصال هاتفي جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ناقشوا فيه ملفات إيران وأوكرانيا وغزة.
وأكد البيان أنّ العقوبات على إيران ستُعاد بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل، في حال لم تتجاوب طهران مع المطالب الدولية.
واستضافت إسطنبول يوم الجمعة الماضي، جولة ثانية من المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث بشأن الملف النووي، استمرت نحو 3 ساعات ونصف، وانتهت بالاتفاق على مواصلة الحوار، لكن دون تحقيق اختراق ملموس.
وتخشى طهران تفعيل ما تُعرف بـ"آلية الزناد" المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2231، التي تتيح لأي طرف في الاتفاق النووي لعام 2015 إعادة فرض العقوبات الأممية خلال 30 يوماً إذا ثبت وجود انتهاك كبير من جانب إيران.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحية هذه الآلية في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لكن الدول الأوروبية أعلنت استعدادها لتفعيلها إذا لم يجرِ التوصل إلى تسوية.
يُذكر أن الاتفاق النووي وُقّع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) إضافة إلى ألمانيا، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه من طرف واحد في 8 مايو/أيار 2018، وبدأت بفرض عقوبات اقتصادية واسعة على إيران.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أكد القادة الأوروبيون خلال الاتصال ضرورة عدم تخفيف الضغوط عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدفعه نحو طاولة المفاوضات، مشددين على أن دعم كييف لا يزال أولوية.
وتواصل روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لوقفه تخلي كييف عن الانضمام إلى الأحلاف العسكرية الغربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلاً في شؤونها السيادية.
الوضع الإنساني في غزة
أما بشأن الوضع في قطاع غزة، فقد أكد ستارمر وماكرون وميرتس أنّ الوضع الإنساني في القطاع "مروع" بسبب سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار ورفع القيود عن دخول المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل.
وتسببت المجاعة في غزة بوفاة 122 فلسطينياً بينهم 83 طفلاً، بعد وفاة 9 فلسطينيين بينهم طفلان خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق ما ذكره المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل دون العامين بسبب نفاد الحليب والمكملات الغذائية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات.
وتؤكد منظمات أممية ومحلية أن المنظومة الصحية في غزة على وشك الانهيار، ما ينذر بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال.
وتشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وأسفرت حتى الآن عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف من النازحين، وسط مجاعة متفاقمة تواصل حصد الأرواح.