وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، إنّ على "جميع الموجودين في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، بما في ذلك سكان الخيام الإخلاء فوراً"، داعياً إلى التوجه نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع.
وأرفق جيش الاحتلال خريطة توضح المناطق المشمولة بالإنذار، التي تضم آلاف النازحين، مهدداً بتنفيذ عملية برية للمرة الأولى في هذه المنطقة التي كانت حتى الآن بمنأى عن العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "لأول مرة منذ بداية الحرب، أصدر الجيش تحذير إخلاء لسكان دير البلح وسط قطاع غزة"، مشيرة إلى أنّ الجيش تجنب دخول المخيمات الوسطى في قطاع غزة، ومنها دير البلح، خشية على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك.
من جهتها، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن "القلق والهلع" إزاء إعلان الجيش نيته توسيع عملياته في وسط القطاع، معتبرة أن مثل هذه الخطوة تشكل "خطراً ملموساً ومباشراً" على حياة أبنائهم.
وقالت العائلات في بيان: "نتساءل إن وُجد من يستطيع أن يضمن لنا بأن هذا القرار لن يأتي على حساب حياة أحبائنا"، في إشارة إلى اتهامات سابقة وجهتها لنتنياهو بتفضيل أجندته السياسية على حساب مصير الأسرى.
وفي السياق ذاته، اتهم وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالسعي لإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال ليبرمان في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية: "نتنياهو يريد إبقاء الحرب مشتعلة حتى تُجرى الانتخابات"، مشدداً على أنه "لا يمكن القضاء على حماس قبل إعادة جميع الرهائن دفعة واحدة".
وتقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضاف زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض: "يجب إنهاء الحرب أولاً، ثم توجيه كل الضغوط نحو نتنياهو"، دون أن يحدد ما إذا كان يقصد الانتخابات العامة المقررة في 2026، أم انتخابات مبكرة متوقعة في نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد القتال واستمرار المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، في ظل غياب أي مؤشرات جدية على قرب التوصل إلى تهدئة أو اتفاق لتبادل الأسرى.
ومنذ أيام، تجرى في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، لمحاولة التوصل إلى صفقة ووقف النار في غزة.
وفي سياق آخر، وصف ليبرمان خطط إسرائيل إقامة معسكر احتجاز تسميه "المدينة الإنسانية" على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة بأنها "مبادرة وهمية تتناقض مع أهداف الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.