جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المصطفى بدمشق، للحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في محافظة السويداء جنوبي البلاد، والتطورات الميدانية التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، وفق ما تابعه مراسل الأناضول.
وقال الوزير إن ما جرى في السويداء "لم يكن حملة عسكرية أو عملية مخططاً لها مسبقاً"، مشيراً إلى أن تدخُّل الدولة جاء استجابة لتفاقم العنف وحرصاً على حماية المدنيين ومنع اتساع رقعة النزاع.
وأوضح المصطفى أن الحكومة السورية استجابت لنداءات الوسطاء الدوليين لتجنب المواجهة العسكرية أو حرب مفتوحة قد تعرقل المسار التنموي في سوريا، لكن بعض المجموعات المسلحة، بحسب قوله، اختارت طريق الانتقام والتهجير الممنهج.
واستعرض الوزير تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، مشيراً إلى أنه يتكون من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى تتضمّن انتشار قوى الأمن الداخلي في أغلب الريف الغربي والشمالي للسويداء وعلى الطرق الرئيسية خارج المدن لمنع الاحتكاك.
المرحلة الثانية تركّز على فتح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين وكل من يرغب في مغادرة المنطقة.
المرحلة الثالثة، وفق المصطفى، تبدأ بعد ترسيخ التهدئة وتشمل تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي تدريجياً في المحافظة، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية وفرض القانون.
وأكّد الوزير أن قوات الأمن ستعمل أيضاً على فض الاشتباكات وإخلاء المحتجزين بين الطرفين، مشدداً على مسؤولية الدولة في حماية جميع المواطنين.
وقال المصطفى: "غياب الدولة في المحافظة أثبت أنه المشكلة، ووجودها هو الحلّ". واعتبر أن بعض المجموعات المسلحة في السويداء يرفض الحلول الوطنية ويتبنى أجندة انفصالية لا تراعي وحدة البلاد.
واتهم الوزير "المجلس العسكري في السويداء"، المدعوم من الشيخ حكمت الهجري، بأنه يغذّي مناخ الفوضى ويرفض الانخراط في الدولة، مشيراً إلى أن بعض تلك المجموعات يحظى بدعم من إسرائيل.
وردّاً على سؤال حول مطالبة الشيخ الهجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل وحماية الدروز، قال المصطفى إن ذلك "خطأ كبير في الحسابات"، مضيفاً أن "الاستنجاد بالاحتلال يهدّد جميع سكان السويداء ويعرّضهم للخطر".
وشدّد الوزير على أن سوريا بلد واحد، بحكومة واحدة وجيش واحد، وهذه ثوابت لا يمكن التنازل عنها، مؤكداً أن الحلّ الوطني هو المسار الصحيح أمام الجميع لصناعة مستقبل سوريا.
وأضاف أن الدولة السورية لا تزال منفتحة على الحلول السياسية ولو على حساب بعض القضايا، مشيراً إلى أن الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة مواطنيها أولوية لا تقبل المساومة.
ودعا المصطفى جميع أبناء السويداء إلى تغليب صوت العقل والتمسُّك بالوحدة الوطنية، مؤكداً أن سوريا تتسع للجميع.
وفي وقت سابق السبت أعلنت الرئاسة السورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار في السويداء، وحذّرَت من أن أي خرق للاتفاق سيُعَدّ "انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية وسيواجَه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقاً للدستور والقوانين النافذة".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع دعا في كلمة متلفزة العشائر العربية والطائفة الدرزية في السويداء إلى الوقوف صفّاً واحداً والتزام إعلان وقف النار، معتبراً أن ما يجري "ظرف حساس يتطلب الحكمة وتكاتف الجميع".