واستشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل وأصيب عدد آخر، جراء قصف الاحتلال مدرستين تؤويان نازحين في جباليا البلد ومدينة غزة، إضافة إلى قصف نقطة توزيع مساعدات وسط القطاع.

وأشارت مصادر طبية إلى أن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا جراء قصف الاحتلال مدرسة الحرية الواقعة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما استشهد أربعة آخرون جراء قصف مدخل مدرسة زينب بالقرب من دوار حلاوة في جباليا البلد شمال غزة.

وسبق ذلك، انتشال جهاز الدفاع المدني والطواقم الطبية 7 جثامين، بينها جثامين لأطفال ونساء، من منزل دمرته غارة إسرائيلية في جباليا النزلة شمالي القطاع.

استهداف منتظري المساعدات

وأسفرت نيران الاحتلال الإسرائيلي قرب محور وادي غزة وسط القطاع، عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية في المنطقة.

واستشهد خمسة فلسطينيين وأصيب أكثر من 25 آخرين، جراء إطلاق نار من جيش الاحتلال على تجمع لمنتظري المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة، إذ يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفّين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص.

وحتى الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين استُشهدوا في أثناء محاولتهم الحصول على "المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو/أيار الماضي، بلغت نحو 583 شهيداً وأكثر من 4 آلاف و186 مصاباً.

ارتفاع حدة المجازر

بالتوازي مع ذلك، ارتفعت حدة مجازر الاحتلال في أنحاء متفرقة بقطاع غزة، واستشهد منذ فجر الأحد أكثر من 50 فلسطينياً، بينهم مجوَّعون ونازحون، بينهم أطفال ونساء، وأصيب عدد آخر.

يأتي ذلك في إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في القطاع للشهر الحادي والعشرين، وشملت استهداف خيام نازحين ومنازل وتجمعات لمدنيين.

وأشار الدفاع المدني إلى استشهاد أربعة فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة العشي في حي الصبرة جنوب غزة، إضافة إلى وجود مصابين وعالقين تحت الأنقاض. وأدى قصف

إسرائيلي على منطقة وادي العرايس بحي الشجاعية شرق غزة إلى استشهاد فلسطيني واحد على الأقل، بينما استشهد آخر في قصف استهدف تجمعاً مدنيا في سوق الزاوية شرق المدينة، قبل أن يُعاد استهداف المكان، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة 15 آخرين.

وفي حي التفاح، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف شنته طائرات حربية استهدفت منزلاً، إلى جانب

استشهاد طفلين (عامان و3 أعوام) وإصابة عدد من أفراد عائلتهما في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة عزام بحي الزيتون جنوب شرق غزة.

وتسبب قصف جوي إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين قرب مفترق السامر وسط مدينة غزة، في إصابة عدد من الفلسطينيين.

وفي جباليا البلد، استشهد فلسطيني بقصف جوي، في حين أسفر قصف آخر على منزل وتجمع للمدنيين في البلدة عن استشهاد 6 آخرين وإصابة أكثر من 20، وسط ليلة وُصفت بـ"العنيفة"، شهدت قصفاً مدفعياً ونسفاً لمبانٍ سكنية.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف خيام ومراكز تؤوي نازحين في مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك تلك التي يُطلب من المدنيين النزوح إليها جنوبي غزة، بزعم أنها "آمنة"، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى بشكل متواصل.

وفي خان يونس، استشهد 10 فلسطينيين نتيجة استهداف خيمة للنازحين وتجمع للمدنيين، بينهم طفلان، إثر قصف استهدف خيمتهم.

تدمير 19 منزلاً

من جانبه، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال دمر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتي جباليا البلد والنزلة شمالي قطاع غزة في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بالقطاع.

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة، للأناضول، إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة مكتملة الأركان عبر شن غارات همجية

استهدفت بشكل مباشر منازل المدنيين في تلك المناطق، ما أدى إلى تدمير 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها، في استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا منذ أكثر من 21 شهراً".

وأضاف أن "هذا التصعيد الإجرامي يؤكد تعمد الاحتلال استهداف الأحياء السكنية المكتظة بهدف القتل الجماعي، والترويع،

والإبادة، والتهجير القسري، في تجاهل تام لأحكام القانون الدولي الإنساني وكل المواثيق التي تضمن حماية المدنيين في أوقات الحرب".

وقال الثوابتة، إن "هذا العدوان الهمجي يتزامن مع كارثة إنسانية متفاقمة، إذ دمر الاحتلال المنظومة الصحية في القطاع بشكل شبه كامل".

وأوضح أن "الاحتلال أخرج 38 مستشفى وعشرات المراكز الطبية من الخدمة، وقتل مئات من أفراد الطواقم الطبية والمسعفين"، مضيفاً أن "هذه الجرائم تعكس إصرار الاحتلال على استهداف مقومات الحياة في غزة، وحرمان المدنيين من أبسط حقوقهم في العلاج والرعاية الصحية".

شهداء الحركة الرياضية

وثّق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قتل إسرائيل 785 لاعباً وإدارياً بمختلف الرياضات في قطاع غزة والضفة الغربية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت نائب رئيس الاتحاد سوزان الشلبي في تصريحات للأناضول، الأحد، إن "الاتحاد وثق استشهاد 785 لاعباً وكادراً وإدارياً من مختلف الرياضات، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، غالبيتهم في قطاع غزة، وبينهم 23 في الضفة الغربية".

وأوضحت أن "من بين الشهداء 437 من لاعبي كرة القدم، 15 منهم من الضفة"، مشيرة إلى أن "الاتحاد يحاول حصر الأعداد من خلال وثائق تسجيل اللاعبين، وما يصل من فرع الاتحاد في غزة".

واستدركت: "لكن الأرقام المعلنة ليست نهائية بسبب وجود مفقودين تحت الأنقاض وصعوبة الوصول إلى كل المناطق المتضررة، بفعل القصف الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.