ومنذ فجر الثلاثاء، استشهد أكثر من 109 فلسطينيين، وفي الوقت ذاته حذرت مؤسسات دولية من مخاطر المجاعة التي باتت تهديداً حقيقياً.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، توسيع نطاق عملياته في غزة، في تطور يأتي قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
وجاء تكثيف العمليات بعد تزايد المطالبات بوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهراً، بما في ذلك دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إسرائيل إلى إبرام اتفاق يتيح وقف الحرب وإعادة الأسرى، وتأكيده بأنه سيكون "حازماً" في هذا المجال مع نتنياهو.
وفي وقت سابق، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، سكان 4 أحياء بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بـ"الإخلاء الفوري"، تمهيدا لقصفها بدعوى إطلاق صواريخ منها.
وفجر الأربعاء، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد شخصين وإصابة 10 آخرين في قصف بالمسيّرات الإسرائيلية على خيام نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وفي أحدث المجازر، استشهد 11 فلسطينياً على الأقل مساء الثلاثاء، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار على حشود من المدنيين كانوا ينتظرون المساعدات عند "مفترق الشهداء" جنوب غرب مدينة غزة. كما أعلن مستشفى العودة في النصيرات عن وصول جثامين 3 شهداء وعشرات الجرحى، جراء استهداف مشابه لمجموعة من المواطنين كانوا في انتظار المساعدات وسط القطاع.
وأكد مصدر طبي في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وصول جثامين 8 شهداء وأكثر من 65 إصابة إلى المستشفى، مرجّحاً ارتفاع عدد الضحايا نتيجة خطورة الإصابات.
كذلك سقط شهيد جديد وسط القطاع متأثراً بجراحه في قصف سابق، واستُشهد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة في قصف استهدف منزلهم في منطقة الزوايدة، وفق مصادر طبية. واستشهد فلسطينيان، أحدهما سيدة، إثر قصف استهدف مدرسة المغازي التي تؤوي نازحين وسط القطاع.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قتلت طائرة مسيّرة إسرائيلية 4 فلسطينيين بعد استهدافها تجمعاً للمدنيين في شارع المدهون بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حسب مصادر طبية. كما أسفر قصف مماثل عن استشهاد 3 مدنيين آخرين قرب مدرسة أسعد الصفطاوي بحي الدرج شرقي المدينة.
وفي حي الزيتون أيضاً، أدى قصف إسرائيلي إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين، إثر استهداف منزل سكني، بينما أفاد شهود عيان بوجود مفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر، وبوقوع دمار واسع في المنازل المجاورة.
فيما أكدت مصادر طبية استشهاد 48 فلسطينياً في وقت سابق من اليوم، بينهم شهداء في غارتين على شرق غزة، استهدفتا حي الزيتون والتفاح بالإضافة إلى شهيدين نتيجة قصف بطائرة مسيّرة في حي الشجاعية.
"فرص تفادي المجاعة تتلاشى بسرعة"
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، استشهد 4 فلسطينيين جراء قصف متفرق، وفلسطينيان في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غرب المدينة. كما استُشهد فلسطيني وأُصيب آخر في جورة العقاد، إضافة إلى 7 شهداء في قصف مماثل على خيمة أخرى للنازحين.
أما في مدينة رفح، فقد استشهد 6 فلسطينيين برصاص الاحتلال قرب مركز لتوزيع المساعدات جرى إنشاؤه ضمن "الآلية الأمريكية الإسرائيلية"، شمال غرب المدينة.
في سياق متصل أعلنت المصادر الطبية استشهاد فلسطينيين اثنين متأثرين بإصابتيْن سابقتين، أحدهما نتيجة قصف سابق، والآخر بسبب سوء تغذية حاد، جراء استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات منذ مارس/آذار الماضي.
وأمس الاثنين، قال ماجد بامية، نائب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن "إسرائيل تقتل يومياً نحو 100 مدني في قطاع غزة"، مطالباً المجلس بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية الجارية منذ 21 شهراً، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء الاحتلال.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن فرص تفادي المجاعة في قطاع غزة "تتلاشى بسرعة"، نتيجة للقيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأوضح البرنامج، في منشور على منصة "إكس"، أن طواقمه في غزة تعمل على التكيّف الفوري مع تلك القيود، من خلال "إنشاء نقاط توزيع جديدة، وتجاوز الإجراءات المشددة، واستخدام طرق آمنة للوصول إلى المحتاجين أينما كانوا داخل القطاع".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة "مؤسسة غزة الإنسانية".
ويقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، ما رفع حصيلة ضحايا الآلية الأمريكية ـ الإسرائيلية ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى "600 شهيد وأكثر من 4 آلاف و278 مصاباً" منذ 27 مايو/أيار الماضي، وفق وزارة الصحة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.