وأفادت مصادر طبية بأن مدينة خان يونس جنوبي القطاع كانت الأكثر تضرراً من القصف، إذ أسفرت الغارات عن استشهاد 8 مواطنين، بينهم 3 أطفال، وإصابة آخرين، بعدما استهدفت الطائرات الحربية خيام نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
وفي منطقة المواصي استُشهد مواطنان وأُصيب آخرون بقصف استهدف خيام نازحين خلف محطة العطار، كما استُشهد طفل، 6 أعوام، وأصيب آخرون في غارة استهدفت خياماً قرب محطة طبريا بالمنطقة نفسها.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) باستشهاد 9 مواطنين من بين المنتظرين لتلقي المساعدات في شارع الطينة جنوب غربي خان يونس.
وفي مدينة غزة، استُشهد مواطنان وأُصيب عدد آخر إثر استهداف طائرات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة "الحطاب" في حي الصبرة جنوبي المدينة.
كما شهد مخيم النصيرات وسط القطاع غارة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد 4 مواطنين، بينهم ثلاثة أطفال، عقب قصف خيام للنازحين قرب صالة الربيع في "مخيم 2"، بينما استشهد مواطن وأصيب عدد من المدنيين في قصف استهدف برج الصفا داخل المخيم.
وفي تطور آخر، استُشهد شاب من مخيم المغازي جراء استهداف مقهى يقع على شاطئ بحر الزوايدة وسط غزة.
وشرق مدينة غزة، دوّت انفجارات عنيفة في حي الزيتون، نتيجة عمليات تفجير نفذتها قوات الاحتلال لمنازل سكنية، وفق ما أفادت به وكالة "وفا"، وسط تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في المكان.
محور فصل رابع
في سياق ميداني موازٍ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، عن استحداث محور عسكري رابع في قطاع غزة، أُطلق عليه اسم "محور ماجين عوز"، يفصل شرق خان يونس عن غربها، ويبلغ طوله نحو 15 كيلومتراً.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان، أن قوات اللواء 188 ولواء غولاني استكملت فتح المحور الجديد، مشيراً إلى أنه يأتي في إطار ما وصفه بـ"الضغط على حماس" و"حسم المعركة".
وبهذا المحور الجديد، يكون الاحتلال قد أقام 4 محاور فصل رئيسية في القطاع، وهي: محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن باقي المناطق ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر ومحور موراج بين رفح وخان يونس ومحور ماجين عوز الذي يقسم خان يونس شرقاً وغرباً.
تحذير أممي من تفاقم الجوع
وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، حذّرت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء، من تضاعف نسب سوء التغذية الحاد بين الأطفال في قطاع غزة، منذ أن شدد الاحتلال الإسرائيلي القيود على دخول المواد الغذائية في مارس/آذار الماضي.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنها أجرت فحوصات على نحو 16 ألف طفل دون سن الخامسة في عياداتها خلال يونيو/حزيران، وخلصت إلى أن 10.2% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، مقارنة بـ5.5% في مارس/ آذار الماضي.
وحسب الوكالة، فإن الوضع الإنساني ازداد تدهوراً منذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار في الشهر المذكور، وفرضت حظراً شبه كامل على دخول الأغذية والإمدادات الأخرى إلى غزة، ضمن سياسة تهدف إلى الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى.
ورغم تخفيف محدود للحصار أواخر مايو/أيار، والسماح بدخول كميات قليلة من المساعدات، فإن الأمم المتحدة وصفت هذه المساعدات حينها بأنها لا تتجاوز "قطرة في محيط".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.