جاء ذلك في بيان للهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية) في ثاني رد على مزاعم بهذا الخصوص منذ الجمعة، بعدما ادعت وسائل إعلام عبرية أن مصر مستعدة لنقل نصف مليون فلسطيني إلى شمال سيناء.
وقالت الهيئة، إن "مصر تعيد تأكيد موقفها الثابت والمبدئي، بالرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة، قسراً أو طوعاً، لأي مكان خارجها، وخصوصاً إلى مصر".
وأوضحت أن التهجير "يمثل تصفية للقضية الفلسطينية وخطراً داهماً على الأمن القومي المصري"، مشيرة إلى "رفض مصر التام لأي مزاعم يتداولها بعض وسائل الإعلام (لم تحددها)، تتعلق بربط قبول مصر بمحاولات التهجير -المرفوضة قطعياً- بمساعدات اقتصادية يجري ضخها لها".
وشددت على أن "السياسة الخارجية المصرية عموماً لم تجرِ قط على مقايضة المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل، أياً كان نوعه"، مضيفة أن "مصر تحملت جراء موقفها -راضية وصابرة- أعباء اقتصادية ومالية هائلة، لم تدفعها مطلقاً في أي لحظة نحو أي تنازل ولو طفيفاً في مقتضيات أمنها القومي الخاص وأمن أمتها العربية العام، ولا في حق واحد مشروع للشعب الفلسطيني".
والجمعة، قالت الهيئة إن "مصر تنفي بصورة قاطعة وتامة المزاعم التي تداولها بعض وسائل الإعلام، بأنها مستعدة لنقل نصف مليون مقيم من غزة بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء جزءاً من إعادة إعمار قطاع غزة".
وأكدت كذب تلك الادعاءات التي وصفتها بأنها "باطلة وتتنافى جذرياً وكلياً مع موقف مصر الثابت والمبدئي الذي أعلنته منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وكان إعلام إسرائيلي من بينه موقع i24NEWS روّج وقتها لأنباء تزعم استعداد مصر لنقل نصف مليون فلسطيني من غزة لمدينة في شمال سيناء.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وتبنت القمة العربية في 4 مارس/آذار الجاري، خطة أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين منها، تستمر 5 سنوات بتكلفة 53 مليار دولار، لكن إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا رفضهما الخطة والتمسك بمخطط ترمب.
وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة "إدارة غزة"، لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.