وأوضح المرصد، الذي يتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقراً له، في رسالته المنشورة على موقعه الإلكتروني أن "الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن خسائر غير مسبوقة في صفوف المدنيين، وأجبرت الغالبية العظمى من سكان غزة على النزوح في ظروف قاتلة، إضافة إلى التدمير شبه الكامل للبنية التحتية".
وأشار إلى أن "الحرمان المتعمد والمستمر من الموارد الأساسية، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة بالمواطنين، وإنفاذ تدابير تهدف إلى منعهم من الإنجاب، (عوامل) تستوفي أركان جريمة الإبادة الجماعية وفقاً للقانون الدولي".
وأضاف المرصد الأورومتوسطي أنه "رغم بلوغ حجم الدمار والخسائر البشرية في غزة نقطة اللاعودة، فإن الفرصة قائمة لمنع المزيد من الموت والدمار، إذا ما اختار الاتحاد الأوروبي التحرك واتخاذ موقف حاسم".
ولفت إلى أن "إسرائيل فرضت في 2 مارس/آذار 2025، حظراً شاملاً على دخول جميع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى حرمان أكثر من 2.3 مليون نسمة، نصفهم أطفال، من مقومات الحياة الأساسية. وفي 18 من الشهر نفسه، استأنفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المباشرة، التي اتّسمت بطابع القتل الجماعي".
واعتبر أن ما يجري حالياً في غزة ليس مجرد عودة إلى الحرب بل تصعيد في “الإبادة الجماعية”، في ظل استمرار الانتهاكات الجسيمة حتى خلال وقف إطلاق النار، بما يعكس الإصرار على تنفيذ سياسة ممنهجة للإبادة بحق السكان المدنيين.
ودعا المرصد الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ "تدابير عاجلة وحاسمة" تشمل فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل، وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ووقف تصدير الأسلحة إليها بشكل كامل، وتفعيل آليات المساءلة الدولية.
وحثّ دول الاتحاد كذلك على دعم الجهود في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين، واللجوء إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية لملاحقة ومقاضاة الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مذكرتَي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.