واعتبر خامنئي الخميس، أن إيران ردت بصفعة قوية على القواعد الأمريكية، مؤكداً أن طهران لن تتراجع أمام الضغط الأمريكي.
في السياق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع التليفزيون الرسمي الإيراني، إن بلاده لم تتخذ بعد أي قرار لبدء محادثات نووية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: "في المفاوضات الأخيرة، حاولوا إقناعنا بالتنازل عن حقوق الأمة الإيرانية، وعندما رفضنا، فرضوا الحرب، وسمحوا للنظام الصهيوني المجرم (إسرائيل) بشن هجمات".
وتابع: "قوة عظمى تمتلك السلاح النووي ونظام نووي بدعم من الأوروبيين اجتمعا لتفكيك الشعب الإيراني وإنهاء كفاح استمر 50 عاماً ضد الهيمنة الأمريكية، لكنهم فشلوا".
وأردف: "بينما كانت المفاوضات جارية، خان الأمريكيون الدبلوماسية. هذه التجربة ستؤثر في قراراتنا بشأن أي مفاوضات مستقبلية معهم، لكن مع ذلك، الدبلوماسية مستمرة، وأنا على تواصل مع عدد من وزراء خارجية بعض الدول".
وحول تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي قال فيه: "سنجتمع مع الإيرانيين الأسبوع المقبل"، قال عراقجي: "لا تأخذوا هذه التصريحات على محمل الجد. لم يجرِ التوصل إلى أي اتفاق بخصوص مفاوضات مع أمريكا، بل لم يُجرَ حتى أي نقاش بهذا الشأن. تصريحاتهم مملوءة بالتناقضات".
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن واشنطن لا تزال "على تواصل وثيق" مع إيران ووسطائها، على الرغم من عدم وجود محادثات مجدولة.
ويدور نقاش حاد في واشنطن حول مدى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النووية الإيرانية تحت الأرض في فوردو ونطنز وأصفهان جراء القنابل الأمريكية.
وادعى ترمب يوم الأربعاء أن الضربات تسببت في "تدمير كامل" وهاجم تحليلاً استخباراتياً مبكراً للبنتاغون، وجد أن الهجمات قد تكون قد أخرت برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط.
كما نفى وزير الدفاع بيت هيجسيث بشدة التحليل، قائلاً للصحفيين يوم الخميس: "بسبب العمل العسكري الحاسم، خلق الرئيس ترمب الظروف لإنهاء الحرب، ودمّر القدرات النووية الإيرانية".
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران في 22 يونيو/حزيران الجاري، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وثمة غموض وتضارب بشأن حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، إذ اكتفت طهران بالقول إنها "تضررت بشدة"، معتبرة أن العدوان الإسرائيلي الأمريكي لم يحقق أهدافه، من دون إيضاحات، بينما تدعي تل أبيب وواشنطن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتأخيره لسنوات.