جاء ذلك في بيان صدر عن القيادي في الحركة عزت الرشق، تعقيباً على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، زعم خلالها أن الحركة "تسرق" المساعدات.
وفي وقت سابق الجمعة، اتهم ترمب في حديثه لموقع "أكسيوس" الإخباري، حركة حماس بـ"سرقة" المساعدات التي تدخل إلى غزة، معرباً عن "قلقه" إزاء التقارير التي تتحدث عن المجاعة بالقطاع.
ووفق الموقع الإخباري، أفاد ترمب باستمرار العمل على خطة لتقديم مساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني من كارثة إنسانية تسببت بها إسرائيل، دون ذكر تفاصيل عنها.
وتعقيباً على ذلك، قال الرشق: "نستنكر بشدّة ترديد الرئيس الأمريكي ترمب للمزاعم والأكاذيب الإسرائيلية باتهام حركة حماس بسرقة وبيع المساعدات الإنسانية في غزة"، وتابع: "اتهامات ترمب باطلة ولا تستند إلى أي دليل، وهي تبرّئ المجرم وتحمّل الضحية المسؤولية".
وأوضح الرشق، أن "تقارير وشهادات منظمات دولية بما فيها الأمم المتحدة سبق وفندت هذه الادعاءات، كما فنّدها مؤخراً تحقيق داخلي لوكالة التنمية الأمريكية (USAID)، الذي أكّد عدم وجود أي تقارير أو معطيات تشير إلى سرقة المساعدات من قبل حماس".
وأكد أن "ما يجري في غزة من تجويع ممنهج وإبادة نتيجة مباشرة لسياسة الاحتلال المدعومة أمريكياً، والتي تستخدم الغذاء والدواء سلاحَ حرب ضد أكثر من مليوني إنسان".
وطالب الرشق، الإدارة الأمريكية بـ"تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، وإدانة حرب التجويع والحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على شعبنا في غزة، ووقف تقديم الغطاء والدعم لهذه الجريمة".
كما دعاها إلى ضرورة "دعم جهود إدخال المساعدات بشكل آمن وكامل إلى جميع الفلسطينيين دون قيود أو شروط، مع تأكيد توزيعها عبر الأمم المتحدة، وليس من خلال ما يُسمّى بمؤسسة غزة الإنسانية، التي تعمل كمصائد لقتل الجوعى والمحتاجين إلى المساعدات"، وفق قوله.
والجمعة، زار المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية يتبع لما يعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في مدينة رفح جنوبي القطاع، بهدف نقل صورة واضحة لترمب عن الوضع الإنساني بغزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة.
وجاءت هذه الزيارة وسط تفاقم أزمة المجاعة وسوء التغذية في غزة، والتي أدت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الجمعة، إلى استشهاد 162 فلسطينياً، بينهم 92 طفلاً، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بالقطاع.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، إذ شددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
ورغم "سماح" إسرائيل منذ الأحد، بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة يومياً كحد أدنى منقذ للحياة، فإنها سهّلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.