وأفادت مصادر أمنية بحرية بأن إجمالي من جرى إنقاذهم حتى الآن بلغ 10 أشخاص، بينهم 8 فلبينيين وهندي وحارس أمن يوناني، في حين لا يزال 11 شخصاً في عداد المفقودين، وسط ادعاءات بأن الحوثيين يحتجزون عدداً من أفراد الطاقم.
ووقع الهجوم على السفينة "إترنيتي سي"، التي كانت تبحر في المياه الدولية قرب باب المندب، عبر زوارق مسيّرة وصواريخ أطلقتها زوارق سريعة، ما أجبر الطاقم على القفز في البحر صباح الثلاثاء.
ويُعتقد أن 4 أشخاص لقوا حتفهم في الهجوم، في أولى الوفيات المؤكدة ضمن سلسلة هجمات استهدفت الملاحة منذ يونيو/حزيران الماضي.
في السياق، اتهمت البعثة الأمريكية في اليمن جماعة الحوثيين باحتجاز ناجين من الطاقم، داعيةً إلى الإفراج الفوري عنهم، فيما أعلنت الجماعة أنها قدمت الرعاية الطبية لبعض أفراد الطاقم ونقلتهم إلى "مكان آمن".
والأربعاء، قال المتحدث العسكري باسم الحوثي يحيى سريع، إن قوات الجماعة "استهدفت السفينة (ETERNITY C) أثناء اتجاهها إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) في فلسطين المحتلة (إسرائيل) بزورق مسير و6 صواريخ مجنحة وباليستية"، وأضاف المتحدث في بيان مصور، أن العملية أدت إلى "إغراق السفينة بشكل كامل".
من جهته، أكد عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز اليوم الخميس، أن قرار الجماعة منع عبور البضائع الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب "لا يزال سارياً".
وشدد على أن"قرار الحظر لم يتوقف أبداً ولم يُلغَ، وهو قرار ساري المفعول، وكانت عملية الرصد مستمرة، وما استجد هي المخالفة من بعض الشركات"، مضيفاً أن أي خرق "سيُواجَه بالرد"، ما دام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأعلن زعيم الحوثيين أن الهجمات الأخيرة للجماعة على سفن في البحر الأحمر، جاءت ردا على محاولة إعادة تشغيل ميناء إيلات الإسرائيلي من قبل شركات انتهكت قرار حظر الوصول إلى موانئ إسرائيل.
ولفت الحوثي إلى أن "ما حصل في البحر الأحمر فيه درس واضح لكل شركات النقل البحري التي تتحرك للنقل لصالح العدو الإسرائيلي بأنها ستعامل بالحزم، ولا يمكن السماح لأي شركة تقوم بالنقل لبضائع العدو الإسرائيلي عبر مسرح العمليات المعلن عنه".
وخلال الأسبوع الجاري، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استهداف وإغراق السفينتين "إترنيتي سي" و"ماجيك سيز" في البحر الأحمر، بدعوى توجههما إلى موانئ إسرائيلية، وتحمل السفينتان علم ليبيريا، وتداران من قبل شركتين يونانيتين، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى بين أفراد الطاقم.
وتأتي هذه الهجمات في سياق رفض الحوثيين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أعلنوا مراراً استهدافهم للسفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئها، ضمن ما وصفوه بـ"الرد على العدوان المستمر".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلَّفت الإبادة أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين.