وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن "بريطانيا وفرنسا وألمانيا انتهكت أسس الاتفاق النووي، وقدمت غطاءً سياسياً ومادياً للهجمات الأمريكية على إيران"، معتبراً أن هذه الدول "لم تعُد طرفاً موثوقاً به في الاتفاق".
وكتب عراقجي على منصة إكس: "أوضحت في رسالتي أن لا أساس قانونياً أو سياسياً أو أخلاقياً للدول الأوروبية لتفعيل آلية الزناد أو إعادة فرض عقوبات أممية على إيران"، مضيفاً: "لا ينبغي السماح لها بتقويض مصداقية مجلس الأمن عبر إساءة استخدام قرار غير ملزم لها".
ورغم هذا التصعيد كشفت وكالة تسنيم الإيرانية عن اتفاق مبدئي بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) على استئناف المحادثات النووية قريباً، على أن تُجرى الاجتماعات المقبلة على مستوى نواب وزراء الخارجية، فيما لا تزال المشاورات جارية لتحديد الزمان والمكان.
كما أعلن التليفزيون الإيراني أن “مفاوضات نووية ستجري في إسطنبول بين إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم 25 يوليو/تموز الجاري”.
تأتي هذه التطورات وسط استمرار التهديدات الأوروبية بتفعيل بند "آلية الزناد"، الذي ينص على إعادة العقوبات الأممية على إيران إذا ثبت انتهاكها للاتفاق النووي، وهو ما ترفضه طهران وتعتبره "ابتزازاً سياسياً".
وتصاعد التوتر مؤخراً عقب الحرب المفاجئة بين إيران وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، والتي استمرت 12 يوماً وخلفت مئات القتلى والجرحى، قبل أن تتدخل واشنطن لوقف القتال.
ويعود الاتفاق النووي الإيراني إلى عام 2015، حين وقّعَت طهران اتفاقاً مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، ينصّ على تقييد أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
لكن الاتفاق تعرض لأزمة كبيرة بعد انسحاب واشنطن منه في 2018، ومنذ ذلك الحين تحاول بقية الأطراف الإبقاء عليه قائماً وسط خلافات متصاعدة.