وقال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة إنّ العملية التي نُفّذت ضد وحدة من كتيبة نتساح يهودا التابعة للواء كفير جاءت ضمن معركة الاستنزاف التي تخوضها المقاومة على امتداد القطاع، مؤكداً أن "العدو يتكبّد خسائر يومية متزايدة".
وأضاف أن "نجاح الجيش الإسرائيلي في إنقاذ جنوده من الميدان مؤخراً لا يضمن تكرار الأمر مستقبلاً، وقد يصبح بعضهم في قبضة المقاومة".
وحذّر أبو عبيدة من أن استمرار الاحتلال في بقائه داخل القطاع سيُفضي إلى مزيد من الخسائر، مشيراً إلى أن "صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة هما من يرسمان ملامح المرحلة المقبلة".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان بجراح خطيرة، خلال العملية، موضحاً أن القوة المستهدفة كانت تتحرك راجلة داخل بلدة بيت حانون.
ووفق إذاعة الجيش، فقد انفجرت عبوتان ناسفتان متتاليتان في أثناء مرور القوة، أعقبهما إطلاق نار مباشر من كمين استهدف قوات الإنقاذ، ما أدى إلى وقوع مزيد من الإصابات وتعقيد عملية الإخلاء.
ونشرت كتائب القسام في وقت لاحق صورة عبر منصة تليغرام توعدت فيها بمزيد من "الكمائن النوعية"، مشيرة إلى أن الجنائز ستتحول إلى "مشهد دائم ما دام العدوان الإسرائيلي مستمراً على قطاع غزة".
وبحسَب بيانات جيش الاحتلال، ارتفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 888 جندياً، بينهم 444 في المعارك البرية، كما بلغ عدد المصابين 6060 جندياً، من بينهم 2768 أصيبوا خلال العمليات البرية داخل القطاع.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بدعم أمريكي، وسط اتهامات لإسرائيل بفرض رقابة مشددة على حجم خسائرها ومنع تداول المعلومات والصور المتعلقة بها.
وتزامن الكمين مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، سعياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في وقت تُتهم فيه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو بالمماطلة والإصرار على مواصلة الحرب، رغم موافقة حماس على مقترحات تهدئة سابقة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تواصل إسرائيل تنفيذ حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 194 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة، ومخالفة قرارات محكمة العدل الدولية التي دعت مراراً إلى وقف الحرب.