جاء ذلك وفق بيان للخارجية، تعقيباً على قصف إسرائيلي استهدف كنيسة العائلة المقدسة بمدينة غزة، أوقع شهيدين مسيحيين وعدة إصابات.
وأدانت الخارجية "بأشد العبارات قصف الاحتلال (الإسرائيلي) للكنيسة اللاتينية في مدينة غزة، الذي أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والإصابات وأضرار جسيمة في مبنى الكنيسة".
واعتبرت ذلك "جريمة مكتملة الأركان تندرج في إطار مظاهر الإبادة التي يرتكبها الاحتلال ضد جميع أشكال الحياة الإنسانية في قطاع غزة، بما فيها الاستهداف المتعمد لدُور العبادة والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء"، وطالبت "الأطراف الدولية كافة بتحمل مسؤولياتها في توفير الحماية الدولية لشعبنا”.
"جريمة بحق دُور العبادة"
من جانبها، اعتبرت حركة حماس استهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة رغم أنها تؤوي نازحين "جريمة بحق دُور العبادة".
وأضافت الحركة في بيان: "استهداف الكنيسة يمثل جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق دُور العبادة والنازحين الأبرياء، وتأتي في سياق حرب الإبادة الشاملة على شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته"، وأوضحت أن "استمرار مجازر العدوّ البشعة، وسياسة تجويع شعبنا في غزة، وقتل الأبرياء والمدنيين، واستهداف المساجد والكنائس والمستشفيات والمخابز وآبار المياه وكل المرافق المدنية، تُعَدّ جرائم حرب موصوفة".
ودعت الحركة إلى "وقفة جادة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة في مواجهة هذه الجرائم المستمرة وغير المسبوقة"، مطالبة بـ"تحرك فوري لوقف العدوان الهمجي، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية".
حزن عميق
من جهته، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن حزنه العميق حيال الضربة الإسرائيلية التي أصابت الكنيسة في غزة، داعياً إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وجاء في منشور على تليغرام أصدره وزير خارجية الفاتيكان أن "قداسته البابا لاوون الرابع عشر شعر بحزن عميق لدى علمه بخسارة أرواح وإصابات جراء الهجوم العسكري على كنيسة العائلة المقدسة في غزة".
وأفاد المنشور بأن البابا "يجدد دعوته لوقف فوري لإطلاق النار ويعرب عن أمله الكبير في الحوار والمصالحة والسلام الدائم في المنطقة"، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل.
كما أدانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني قصف إسرائيل الكنيسة، مؤكدة أن هجماتها على المدنيين الفلسطينيين "غير مقبولة ولا يمكن تبريرها".
“عمل مرفوض ومدان”
وفي ذات السياق، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، اليوم الخميس، القصف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة التابعة للبطريركية اللاتينية في مدينة غزة.
وأفادت اللجنة، في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأنها "تتابع بقلق تعرُّض الكنيسة لقصف الاحتلال، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، من بينهم راعي الكنيسة جبرائيل رومانيللي، إلى جانب أضرار جسيمة لحقت بمبنى الكنيسة".
وشددت على أنّ "استهداف الكنائس والمؤسسات الدينية تحت أي ذريعة هو عمل مرفوض ومدان، ويشكّل تهديداً مباشراً للوجود المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة"، ودعت المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان إلى "التحرك العاجل لضمان حماية دُور العبادة في قطاع غزة، ووضع حدّ للاعتداءات التي تطال المدنيين والمقدسات على حدّ سواء".
وفي وقت سابق الخميس، أسفر قصف إسرائيلي عن استشهاد فلسطينيَّين وإصابة آخرين، وأكدت البطريركية اللاتينية في القدس في بيان أن كنيسة العائلة المقدسة بمدينة غزة تعرضت لهجوم إسرائيلي أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم الأب رومانيللي، كاهن الرعية.
في المقابل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقصف الذي استهدف الكنيسة، وأعرب عن "أسفه للأضرار الناتجة عن ذلك"، وفق ادعائه، وقال في بيان: "أُحيط الجيش الإسرائيلي علماً بالتقارير المتعلقة بالأضرار التي لحقت بكنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، والإصابات في موقع الحادث"، مضيفاً أنه "يُجري تحقيقاً في ملابسات الحادث".
وتُعَدّ الكنيسة من أقدم المراكز الدينية المسيحية في قطاع غزة، وقد تحوّلت منذ بدء الحرب إلى ملاذ للمدنيين، خصوصاً العائلات المسيحية التي تواجه ظروف النزوح والحصار.
وخلال الإبادة الإسرائيلية على غزة، قصف الجيش الإسرائيلي ثلاث كنائس، هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.
ومنذ 18 عاماً تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.