تشير البيانات التي نشرتها الأمم المتحدة مساء الأحد، إلى تفشي عمليات الهدم الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت الفلسطينية خلال العام الجاري. حيث أكدت المعلومات الواردة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الجيش الإسرائيلي هدم 1528 منشأة فلسطينية في الفترة من 1 يناير إلى 29 نوفمبر من هذا العام.
التأثير الكبير على الحياة الفلسطينية
وتظهر الإحصائيات أن التدمير طال 700 منزل مأهول و118 منزلاً غير مأهول، بالإضافة إلى 398 منشأة زراعية و205 منشآت أخرى تتعلق بسبل العيش كالمتاجر. وقد أدت هذه العمليات إلى تهجير ما يقارب 3,637 فلسطينياً. وتضرر حوالي 163,769 شخصاً من هذه الأعمال، مما يعكس التأثير الكبير للعمليات العسكرية على حياة الفلسطينيين اليومية.
من بين المناطق الأكثر تضرراً، جاء مخيم طولكرم في شمال الضفة الغربية، حيث تم هدم 171 منشأة ومنزلاً، يليه مخيم نور شمس (118 منشأة) ومخيم جنين (83 منشأة) ثم أريحا (70 منشأة). بينما كانت الأعداد أقل في باقي مناطق الضفة.
تسعى السلطات الإسرائيلية عادة إلى تبرير هذه الهدم بحجة عدم وجود تراخيص للبناء، وهي حجة يراها الفلسطينيون غير مقبولة حيث يعتبر الحصول على هذه التراخيص شبه مستحيل. هذه الحجج تثير تساؤلات حول حقوق الفلسطينيين في بناء منازلهم وتطوير أراضيهم.
العدوان على غزة
في السياق نفسه، يتصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بشكل متزامن مع الهجمات المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. وفي الأرقام الرسمية الفلسطينية، قُتل حوالي 800 فلسطيني وأصيب 6,450 آخرون نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
وفي غزة، تسببت الممارسات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة في مقتل أكثر من 149 ألف فلسطيني وجرح عدد هائل من الأطفال والنساء، مع فقدان 11 ألف شخص وسط حالة من الدمار الشامل والمجاعة التي تهدد حياة الكثيرين. هذا الوضع يُعتبر واحدًا من أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم في العصر الحديث.
وتمضي تل أبيب في مجازرها وكأن شيئاً لم يكن، متجاهلة قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت، في 21 نوفمبر الماضي، مذكرتين اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في غزة.
تسلط هذه الأحداث الضوء على الوضع المعقد والمأساوي الذي يعاني منه الفلسطينيون، حيث تستمر عمليات الهدم والاعتداءات من جانب القوات الإسرائيلية، في ظل صمت المجتمع الدولي. تقييم الأثر الإنساني لتلك العمليات يثير القلق على المستوى الدولي، إذ أن الآثار بعيدة المدى لهذه الأعمال قد تكون مدمرة على النسيج الاجتماعي الفلسطيني واستقراره في المستقبل.