وأفاد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، باستشهاد 22 فلسطينياً على الأقل منذ فجر اليوم الاثنين، جراء غارات الاحتلال على مناطق متفرقة بالقطاع.
وأشار بصل إلى أنّ المسعفين نقلوا 12 شهيداً وعشرات الإصابات جراء عدة غارات إسرائيلية، استهدف منازل وخياماً للنازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتحديداً في منطقة المواصي غرب المدينة، وفق حديثه لوكالة "فرانس برس".
ولفت إلى أنّ 10 فلسطينيين آخرين بينهم امرأة استشهدوا في ثلاث غارات نفذتها طائرات الاحتلال في مدينة غزة، موضحاً أنه من بين الشهداء خمسة استشهدوا نتيجة قصف مجموعة من المواطنين في حي الصفطاوي شمال غرب المدينة.
واستُشهد ثلاثة فلسطينيين في قصفٍ إسرائيلي على حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، فيما اُستشهد فلسطيني في غارة إسرائيلية وقعت قرب منطقة الشيخ بشير بحي الشجاعية شرق المدينة.
وتواصلت غارات الاحتلال في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، واستهدف مسيّرة انتحارية خيمة تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، تزامناً مع استمرار العملية البرية وسط وشرق المدينة، وتنفيذ عمليات نسف وتفجير للمباني والمنشآت السكنية.
وامتدت مجازر الاحتلال إلى الفلسطينيين الذين توجهوا إلى مراكز "المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" في منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد اثنين برصاص جنود الاحتلال.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة، إذ يطلق جيش الاحتلال النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص.
وحتى الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغت نحو 833 شهيداً وأكثر من 5 آلاف و432 مصاباً.
حرب تعطيش ممنهجة
من جانبه، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنّ جيش الاحتلال يشن حرب تعطيش ممنهجة، وارتكب 112 مجزرة بحق طوابير تعبئة المياه، أسفرت عن استشهاد أكثر من 700 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال المكتب الإعلامي في بيان: "في واحدة من أبشع الجرائم التي تُرتكب بحق الإنسانية، يواصل الاحتلال شن حرب تعطيش ممنهجة ومدروسة ضد شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية، وتُستخدم فيها الماء سلاح حرب لإبادة السكان وتجريدهم من أبسط حقوقهم الأساسية".
وأوضح أنّ جيش الاحتلال ارتكب نحو "112 مجزرة بحق طوابير تعبئة المياه راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد غالبيتهم أطفال"، آخرها مجزرة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد 12 فلسطينياً بينهم 8 أطفال في أثناء انتظارهم أمام نقطة تعبئة مياه.
وأكد أنّ جيش الاحتلال استهدف منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 112 مصدراً لتعبئة المياه العذبة، ودمر 720 بئر مياه وأخرجها من الخدمة، منوهاً إلى أنّ استهداف آبار المياه أدى إلى حرمان "أكثر من مليون وربع المليون إنسان، من الوصول إلى المياه النظيفة".
ولفت إلى أنّ الاحتلال يمنع دخول 12 مليون لتر من الوقود شهرياً إلى غزة، وهي الكمية المخصصة لتشغيل الحد الأدنى من آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات وباقي القطاعات الحيوية.
وتابع: "هذا المنع تسبّب في شلل شبه كامل في شبكات المياه والصرف الصحي، وفاقم انتشار الأوبئة، خاصة بين الأطفال"، مشيراً إلى أنّ تل أبيب قطعت مياه شركة "ميكروت" (الإسرائيلية) منذ 23 يناير/كانون الثاني 2025، وهي آخر "المصادر الأساسية التي كانت تغذي محافظات غزة بالمياه".
ونوه إلى أنّ جيش الاحتلال قطع أيضاً في 9 مارس/آذار 2025 آخر خط كهرباء، كان يغذي آخر محطة تحلية للمياه المركزية جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، ما وقف إنتاج كميات كبيرة من مياه الشرب، وزاد تفاقم الأزمة المائية الخانقة.
وسبق أنْ حذرت بلديات قطاع غزة من أزمة مياه كارثية، جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل الآبار القليلة العاملة، وجراء التدمير المتعمد للبنى التحتية للمياه.
أسرى الطواقم الطبية
بدورها، تطرقت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إلى أنّ الأسرى من الطواقم الطبية في معتقلات الاحتلال، يعيشون ظروفاً مأساوية، منوهة إلى أنّ الاحتلال يفرض قيوداً مشددة على الأسرى بشكل عام، وعلى الأسرى من الطواقم الطبية بشكل خاص.
وبيّنت الوزارة أنّ "محامية الأسير الدكتور حسام أبو صفية تصف الحالة الصحية الصعبة له، والحرمان المتعمد من العلاج، وذلك وفق آخر زيارة له"، مؤكدة أنّه "يتعرض خلال التحقيق للضرب بشكل متواصل، وفقد 40 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وضعف عضلة القلب".
وأشارت إلى أنّ 360 من الطواقم الصحية تعرضوا للاعتقال منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة، ومن بين الأسرى المعتقلين أطباء من ذوي الخبرة الطبية والتخصصات المهمة، التي حُرم المرضى والجرحى منها، مطالبةً الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتجريم ممارسات الاحتلال بحق الأسرى من الطواقم الطبية، والضغط للإفراج عنهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.