ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بقطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة "13" العبرية (خاصة): "شهدت المفاوضات في الدوحة بشأن التوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) تقدماً دراماتيكياً الثلاثاء"، من دون إيضاحات.
وتقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
القناة نقلت عن مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات في الدوحة من دون تسميته، أن "الطريق إلى الصفقة بات ممهداً"، وادعى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "صدّق على مرونة إضافية في مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ما سمح بتقدّم في المحادثات".
وذكرت القناة أنه "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تحقق تقدّم كبير"، من دون تفاصيل، وتابعت أن ذلك جاء "في أعقاب قرار نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) إبداء مزيد من المرونة والاقتراب أكثر من موقف حماس، وخصوصاً فيما يتعلق بالوجود الإسرائيلي في القطاع".
القناة نقلت عن مسؤولين آخرين لم تسمهم أن "الحديث يدور عن انسحاب (إسرائيلي) مؤقت فقط لمدة 60 يوماً أولى، مع نية العودة إلى القتال بعد انتهاء وقف إطلاق النار"، وأردفت: "أكد المسؤولون أن انطباعهم من الحوار مع رئيس الوزراء (نتنياهو) هو أنه يرغب بشدة في إتمام الصفقة خلال الأيام المقبلة، لكنه لا يرغب بإنهاء الحرب".
عودة وفد من القاهرة
وفي السياق ذاته، عاد وفد أمني إسرائيلي إلى تل أبيب، اليوم الثلاثاء، بعد زيارة للقاهرة ضمن مفاوضات التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة، حسب إعلام عبري رسمي.
وقالت هيئة البث: "وفد أمني إسرائيلي عاد اليوم (الثلاثاء) من زيارة إلى القاهرة استمرت يومين، في إطار مفاوضات صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".
وعلى مدى نحو 20 شهراً، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى.
وخلال هذه الفترة، جرى التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025.
وتهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
ومراراً أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، بما يضمن استمراره بالسلطة، عبر الاستجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.