وتركّزت الهجمات الإسرائيلية على شقق سكنية ومنازل وخيام للنازحين وتجمعات مدنية، في إطار الإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق الفلسطينيين في القطاع للشهر الـ22.
وفي أحدث الغارات، استشهد خمسة فلسطينيين إثر قصف استهدف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث نُقلت جثامينهم إلى مستشفى المعمداني. وقبل ذلك، أسفرت غارات متفرقة عن استشهاد 12 فلسطينياً في أنحاء مختلفة من القطاع.
وفي خان يونس جنوب غزة، استشهد أربعة فلسطينيين وأُصيب أربعة آخرون في قصف طائرة مسيّرة استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، فيما استشهدت سيدة وأُصيب آخرون في قصف آخر استهدف خيمة قرب محطة طبريا.
كما استشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب 73 من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال جنوب خان يونس، فيما استشهد أربعة آخرون في قصف استهدف مركبة مدنية وسط مدينة دير البلح.
وفي تعليق على هذه المجازر، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن قتل المدنيين الفلسطينيين في أثناء بحثهم عن الطعام في غزة يُعد "جريمة حرب"، مؤكدة أن إسرائيل تستخدم "التجويع سلاحَ حربٍ"، في ما وصفته بـ"جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية".
وأشارت المنظمة إلى أن النظام العسكري الذي فرضته إسرائيل لتوزيع المساعدات تحول إلى "حمامات دم"، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط لوقف استخدام القوة المميتة ضد المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات، ورفع القيود المفروضة على دخول الإغاثة.
كما طالبت بالسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية باستئناف توزيع المساعدات في جميع أنحاء القطاع بشكل واسع ومن دون عوائق، مشيرة إلى أن هذه الجهات أثبتت قدرتها على تلبية الاحتياجات الإنسانية وفقاً لمعايير محكمة العدل الدولية.
من جهته، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن ألفاً و373 فلسطينياً استشهدوا منذ 27 مايو/أيار في أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، معظمهم بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المكتب أن 859 منهم قُتلوا في محيط مواقع توزيع المساعدات، و514 آخرين أيضاً على طول الطرق التي تسلكها قوافل الإغاثة، مشدداً على أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي".
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل حصار مستمر وقيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، رغم صدور أوامر ملزمة من محكمة العدل الدولية بضرورة السماح بوصول الإغاثة من دون تأخير.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.