وفي كلمته خلال اجتماع "مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين" الذي نظَّمه البرلمان التركي في ولاية إسطنبول، اليوم الجمعة، قال أردوغان: "أوقفنا علاقاتنا التجارية مع إسرائيل دعماً لفلسطين، وسنواصل هذا الموقف ما دامت آلة القتل مستمرة في غزة"، مضيفاً أن تركيا لن تتخلى عن دورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة.
وأضاف أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يتجاوز كونه مجرد دعم لشعب مظلوم، بل هو موقف أساسي لنصرة الإنسانية والسلام والعدالة، واصفاً ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن بأنه "قضية كرامة لشعب يواجه أبشع أنواع الظلم والوحشية والمجازر".
وقال الرئيس التركي إن الحكومة الإسرائيلية ترتكب جرائم قتل جماعي بحق الفلسطينيين دون تمييز بين طفل أو امرأة أو مسنّ، مشيراً إلى أن نحو 60 ألف فلسطيني استُشهدوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوزت نسبة الشهداء والمصابين بإعاقات 7% من سكان القطاع.
وأضاف أن أكثر من 212 صحفياً جرى استهدافهم وقتلهم في أثناء تغطيتهم العدوان، كما سقط مئات من الأطباء والممرضين وعاملي الإغاثة في الهجمات الإسرائيلية، فيما استُشهد عديد من الأطفال نتيجة الحصار ومنع دخول الدواء والماء والغذاء.
ووصف أردوغان الممارسات الإسرائيلية بأنها "حالة من الجنون الجماعي"، وأشار إلى أن العدوان طال البنية التحتية في القطاع بشكل شبه كامل، حيث قُصفت المدارس، والكنائس، والمساجد، والجامعات، ودمِّر نحو 80% من مباني غزة، مضيفاً: "نحن نتحدث عن أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، في مشهد غير مسبوق من الدمار الشامل".
وشدد أردوغان على أن القضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين فقط، بل هي "قضية كل من يمتلك ضميراً حياً"، معتبراً أن ما يجري هو "اختبار حقيقي للإنسانية".
وأشار الرئيس التركي إلى أن إجمالي المساعدات الإنسانية التي أرسلتها تركيا إلى غزة تجاوز 100 ألف طن، شملت المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإغاثة العاجلة، معرباً عن شكره للدول التي تعاونت في إيصال هذه المساعدات، وعلى رأسها: مصر، وقطر، والأردن، ولبنان، والكويت، بالإضافة إلى منظمات دولية وهيئات أممية سهَّلت عبور الشحنات عبر معابر غزة.
وفي ما يخص المحاسبة الدولية، شدد أردوغان على ضرورة تقديم إسرائيل للمساءلة أمام القضاء الدولي، قائلاً: "نواصل تقديم الأدلة والوثائق على جرائم الحرب والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، ويجب أن لا تمر هذه الجرائم دون عقاب".
وفي رسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، قارن أردوغان بين كفاح الفلسطينيين ونضال الشعب التركي ضد الاستعمار قبل قرن، مؤكداً أن من يزعجه قول الحقيقة "لن يُسكت صوت تركيا".
وأضاف: "سنستمر في فضح الجرائم الإسرائيلية في كل منصة دولية، وسنظل واقفين إلى جانب إخوتنا في فلسطين، وندعو الجميع إلى الانضمام إلى هذا النضال".
ووجّه أردوغان رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، داعياً إياه إلى التحرك ضد "إدارته الفاسدة والفاشلة التي تقود البلاد نحو العزلة والانهيار الأخلاقي".
وختم الرئيس التركي بتأكيد أنه لا بديل عن حل الدولتين، قائلاً: "فلسطين للفلسطينيين، ولا يمكن اقتلاع أهلها منها. لا بدّ من عودة اللاجئين، ولا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".