الحرب على غزة
6 دقيقة قراءة
آلية المساعدات بغزة.. استهزاء بالمجاعة وانتقادات لفشلها وسط تهرب واشنطن من التعليق على قتل فلسطينيين
لقيت الآلية الإسرائيلية-الأمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة انتقادات دولية ومحلية بعد الإجماع على فشلها، بخاصة مع قتل الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين وإصابة 46 بمجزرة في مركز مساعدات، وهو ما تهربت واشنطن من التعليق عليه.
آلية المساعدات بغزة.. استهزاء بالمجاعة وانتقادات لفشلها وسط تهرب واشنطن من التعليق على قتل فلسطينيين
يعاني سكان قطاع غزة من تجويع متعمد مهد لتهجير قسري بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي من دخول مساعدات للقطاع / AA
28 مايو 2025

ورأت الأمم المتحدة أن الصور الواردة من نقطة إسرائيلية لتوزيع مساعدات بغزةفاجعة”، فيما أكدت عشائر غزة فشل آلية المساعدات بسبب استبعاد المؤسسات الدولية، وهو ما أكدته حركة حماس التي قالت إن “إطلاق النار على الجوعى يؤكد فشل آلية المساعدات المشبوهة”.

وبينما يعاني سكان قطاع غزة من تجويع متعمد مهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، التي قالت إن “إسرائيل دفعت 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء”، استبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الانسانية" الإسرائيلية-الأمريكية المرفوضة أممياً، توزيعَ مساعدات شحيحة جداً بمناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء عن الشمال وتفريغه.

لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزاً لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عدداً منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة الذي أرجع الفوضى إلى "سوء إدارة الشركة نفسها".

استهزاء بالمجاعة

وعلى الرغم من المشاهد المذلة لانتظار الناس تلقي المساعدات ووضعهم في صفوف مهينة وقتل الجوعى، ظهر في أحد المقاطع المصوّرة، شخص ملثم موظف في منطقة توزيع المساعدات، وهو يؤدي حركات ساخرة تجاه الحشود، بينما يقف آلاف الفلسطينيين خلف الأسوار بانتظار الدخول إلى نقطة المساعدات.

وأثارت مشاهد مصورة من نقطة توزيع مساعدات خاصة بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشبه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المشاهد بصور التقطت في معسكرات الاعتقال النازية.

وتُظهر صورة انتشرت على مواقع التواصل، آلافاً من الفلسطينيين وهم ينتظرون خلف أسوار وأسلاك شائكة داخل أقسام مغلقة، ما أعاد إلى الأذهان صوراً شهيرة من معسكر "أوشفيتس" النازي في بولندا عام 1945.

وجاءت هذه الصور عقب إعلان المؤسسة المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً عن بدء توزيع مساعدات إنسانية في غزة، إذ شهدت النقطة الواقعة جنوبي القطاع تدفق آلاف من الفلسطينيين دفعة واحدة، ما أدى إلى حالة من الفوضى العارمة.

وأطلق أفراد الأمن التابعون للشركة الأمريكية في نقطة المساعدة، النار في الهواء لتفريق آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات للحصول على طرد غذائي. واضطر آلاف من الفلسطينيين الذين قدموا إلى المنطقة طلباً للمساعدة بعد تجاوز كيلومترات، إلى مغادرة المنطقة خاليي الوفاض في حالة من الذعر.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي قتل 3 فلسطينيين وأصاب 46 آخرين، في مجزرة بحق الجوعى داخل ما يُسمى "مراكز توزيع المساعدات" برفح جنوب القطاع.

تهرب واشنطن من التعليق على مجزرة الجوعى

في سياق متصل، تهربت متحدثة وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس من الإجابة عن أسئلة صحفية حول فتح جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين دخلوا نقطة توزيع تابعة لـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" في جنوب القطاع، وألقت باللوم على حركة حماس في الفشل في إيصال المساعدات.

وفي موجز صحفي، الثلاثاء، حمّلت بروس حماس مسؤولية المشاهد التي ظهرت بشأن توزيع الغذاء بغزة، رغم أن إسرائيل هي من تغلق المعابر أمام المساعدات الإنسانية المتكدسة وتمنعها من دخول القطاع.

وادعت بروس أن "الطرود الغذائية التي نظمتها مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وتُعد أول مساعدات غذائية ذات أهمية منذ وقت طويل بدأت تصل إلى الفلسطينيين"، واصفة ذلك بأنه "خبر سار". وأوضحت أنه جرى توزيع نحو 8 آلاف طرد مساعدات غذائية، وأن توزيع المساعدات سيستمر.

وتجنبت بروس الرد على الأسئلة المتعلقة بإطلاق جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين دخلوا نقطة التوزيع الخاصة بمؤسسة إغاثة غزة، واكتفت بالقول: "اسألوا الجيش الإسرائيلي".

انتقادات محلية ودولية

قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، إن الصور التي تُظهر اقتحام فلسطينيين جائعين إحدى النقاط الإسرائيلية المستحدثة لتوزيع المساعدات في غزة، "أقل ما يقال عنها إنها فاجعة".

وأوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها لديهم "خطة مفصلة ومبدئية وسليمة من الناحية العملية، ومدعومة من الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين" في القطاع المحاصر.

ورداً على ادعاءات إسرائيل بأن عناصر حركة حماس يأخذون المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، قال دوجاريك: "نحن نوزع المساعدات بناء على نظام نجح لفترة طويلة؛ أطعم الناس الذين يعانون الجوع، وقدم الماء إلى الأشخاص الذين يعانون العطش، ووفّر الدواء للأشخاص الذين يعانون المرض".

وأضاف: "لا يوجد نظام مضمون بالمطلق، لكنني أعتقد أن وقف جميع المساعدات في غزة بناء على اتهامات عشوائية، هو مجرد فرض مزيد من المعاناة على شعب غزة".

من جانبها، أكدت حركة "حماس" أن ما جرى الثلاثاء، بمركز توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة، يثبت فشل الآلية الإسرائيلية الأمريكية "المشبوهة"، مشددة على أنها تحولت إلى فخ يعرّض حياة المدنيين للخطر.

وقالت الحركة في بيان إن "مشاهد اندفاع آلاف من أبناء شعبنا تحت ضغط الجوع داخل المركز الذي خصص لتنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات، وما رافقها من إطلاق الرصاص عليهم، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل هذه الآلية المشبوهة التي تحولت إلى فخّ يُعرّض حياة المدنيين للخطر، ويُستغل لفرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة تحت غطاء المساعدات”.

وأضافت: "لقد صممت هذه الخطة خصيصاً لتهميش دور الأمم المتحدة ووكالاتها، وتهدف إلى تكريس أهداف الاحتلال السياسية والعسكرية، والسيطرة على الأفراد لا إلى مساعدتهم، ما يعد خرقا صارخًا للقانون الإنساني الدولي".

وشددت على أن "ما يسمى مواقع التوزيع الآمن التي تقام في مناطق عازلة، ليست سوى نموذج قسري لممرات إنسانية مفخخة، تجري من خلالها إهانة المتضرّرين عمداً، وتحويل المعونة إلى أداة ابتزاز ضمن مخطط ممنهج للتجويع والإخضاع، وسط استمرار المنع الشامل لإدخال المساعدات عبر المعابر الرسمية، في انتهاك واضح للشرعية الدولية".

في سياق متصل، قال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة حسني المغني، الثلاثاء، إن فشل الآلية الإسرائيلية-الأمريكية لتوزيع المساعدات في القطاع، جاء نتيجة استبعاد المؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني، واستبدالها بشركات أمنية.

وأشار المغني في بيان، إلى أن العشائر والعائلات الفلسطينية "تصدّت لمحاولات الشركة الأمريكية تنفيذ مخططها من خلال استغلال السكان"، مشدداً على أن الفلسطينيين "وقفوا كالصخر" في وجه "مؤامرة هندسة التجويع". وقال إن "الآلية كانت تهدف إلى هندسة تجويع شعبنا الفلسطيني عبر الإذلال والاستهداف، وقد انتهت إلى حالة فوضى تعد نتيجة طبيعية لعملية الاستهداف والتجويع، والمحاولات الخبيثة التي تحاول الآلية تحقيقها من خلالها تهجير المواطنين".

وأضاف المغني، أن "فشل الخطة الأمريكية كان متوقعاً، لأنها استبعدت المنظومة الدولية العاملة في القطاع الإنساني منذ ما يزيد على سبعة عقود، وأعادت إلى الأذهان تجربة شركات بلاك ووتر التي عذبت الشعب العراقي تحت عناوين الحرية والغذاء وتحاول أن تكرر التجربة في غزة".

نتنياهو يحاول إثبات العكس

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، اعتقال آلاف من الفلسطينيين في غزة وتصويرهم عراة، زاعماً أنه لا تظهر عليهم آثار سياسة التجويع الممنهج التي تنتهجها إسرائيل في القطاع المحاصر منذ 600 يوم.

وفي محاولة لتبرير سياسة التجويع الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، قال نتنياهو: "نأخذ آلافاً من الأسرى ونصورهم ونطلب منهم خلع قمصانهم للتأكد من عدم وجود أحزمة ناسفة".

ومتحدياً الصور والمقاطع المصورة وتقارير الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، قال نتنياهو: "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع في غزة".

وحاول نتنياهو التقليل من فشل مؤسسة مدعومة أمريكياً وإسرائيلياً في توزيع مساعدات إنسانية بقطاع غزة، مدعياً "فقدان السيطرة مؤقتاً". وتابع: "اليوم وقعت عدة حوادث (خلال توزيع مساعدات)، ووُجِد فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدنا السيطرة على الوضع"، حسب ادعائه.

ومضى مدعياً أن "حماس تحاول سرقة طرود المساعدات، ونحن نؤمّنها". لكن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان قال عبر "إكس" إن "الفوضى في مركز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة هي نتيجة مباشرة لحكومة فاشلة".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 177 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال. ومنذ 18 عاماً تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
"تلتزم تحقيق السلام مع لبنان".. المبعوث الأمريكي يدافع عن إسرائيل رغم اعتداءاتها المتواصلة
البرغوثي: نواجه مخططات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.. وأمريكا تواصل انحيازها الكامل لإسرائيل
مظاهرة داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض احتجاجاً على زيارة نتنياهو
جيش الاحتلال يعلن اعتقال خلية يزعم أنها تتبع فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا
ترمب يتوعد الدول المتحالفة مع بريكس برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيلاً وسط استمرار البحث عن مفقودين
ترمب: أمامنا فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة هذا الأسبوع
قادة "بريكس" يدعون إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ويُدينون الهجمات على إيران
القسام تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بخان يونس وتقصف مستوطنتين محاذيتين لغزة
بلا نتيجة حاسمة.. انتهاء الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل
جيش الاحتلال يستهدف مواني ومحطة كهرباء في اليمن والحوثيون يعلنون التصدي للهجوم
الضفة.. شهيدان في نابلس وإخطارات بالهدم في الخليل و296 انتهاكاً إسرائيلياً في سلفيت
الدوحة.. جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لأجل وقف إطلاق النار في غزة
"بملايين الدولارات".. تقرير بريطاني: شركة أمريكية تخطط لتهجير فلسطينيي غزة عبر المساعدات الإنسانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب باتفاق شامل تزامناً مع مفاوضات الدوحة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us