وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بـ"بدء انسحاب قوات الجيش العربي السوري من السويداء". وأوضحت أن ذلك يأتي "تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة السورية ومشايخ العقل (للطائفة الدرزية) في المدينة، وبعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون".
ونشرت الوكالة مقطعاً مصوراً قصيراً يظهر موكباً متحركاً يضم عناصر مسلحة على متن دراجتين ناريتين و6 سيارات يحمل بعضها أسلحة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالسويداء، واندماج المحافظة بشكل كامل ضمن الدولة. وينص الاتفاق على نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء، في مدينة السويداء (مركز المحافظة) والمناطق المجاورة، لتعزيز الأمن وحماية المواطنين.
كما جرى الاتفاق على "تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة السورية والمشايخ الكرام (مشايخ عقل طائفة الدروز)، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به".
وفيما أكد يوسف جربوع، أحد مشايخ الدروز بسوريا، التوصل إلى الاتفاق، أعلن الزعيم الروحي حكمت الهجري، المعروف بتحريضاته المتكررة على الحكومة، رفضه الاتفاق وتمسكه باستمرار القتال.
في سياق متصل، قال وزير الصحة السوري مصعب العلي، مساء الأربعاء، إن الطيران الإسرائيلي يعرقل دخول قافلة طبية إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وذكر في تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أن "طيران الاحتلال الإسرائيلي يعيق دخول قافلة طبية أرسلتها وزارة الصحة إلى السويداء كونه يستهدف أي سيارات تتحرك". وأضاف أن "قافلة وزارة الصحة تتألف من 15 سيارة إسعاف مع طواقمها الطبية، إضافة إلى 10 أطباء باختصاصات جراحية مختلفة، وسيارتين محملتين بالأدوية والمستهلكات الطبية".
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزارة الصحة السورية "العثور على جثث عشرات المدنيين ورجال الأمن داخل مستشفى السويداء، عقب انسحاب المجموعات الخارجة عن القانون" منه.
وسبق أن قالت وزارة الدفاع السورية إن "مجموعات مسلحة خارجة عن القانون" تمركزت داخل المستشفى الوطني في السويداء، واتخذته منطلقاً لشن هجمات ضد الجيش وقوات الأمن الداخلي.
والاثنين، دخلت قوات من الجيش السويداء، لاستعادة الأمن وحماية الأهالي، بعد اندلاع اشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز والبدو في المحافظة، خلّفت عشرات القتلى.
والأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عدواناً جديداً على سوريا، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفاً في 4 محافظات جنوبية هي السويداء ودرعا المتجاورتين، ودمشق وريف دمشق. وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال. ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، إسرائيل بأي شكل.
ورغم ذلك تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية.