وتُعقد الجولة الجديدة في قصر تشيراغان التاريخي، وسط توقعات بأن تتركز المباحثات على مسودات مذكرات التفاهم المتعلقة بشروط وقف إطلاق النار وإحلال السلام.
ومن المرتقب مناقشة قضايا إنسانية، من أبرزها تبادل أسرى الحرب، ووضع الأطفال الأوكرانيين الموجودين في روسيا، إلى جانب التحضير لقمّة محتملة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي وقت سابق، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن موسكو وكييف تبادلتا بالفعل مسودات اتفاق سلام، وأكد أن هذه الوثائق ستكون محور الجولة الجديدة.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنّ الإعداد لعقد قمّة على مستوى القادة سيكون من أولويات الوفد الأوكراني في هذه الجولة، وهو ما أكده كذلك أندري سيبيها، نائب وزير الخارجية الأوكراني، الذي كشف عن جهود لعقد قمة رباعية بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وقادة أوروبيين.
وكانت روسيا أكدت، مطلع يوليو/تموز الجاري، استعدادها لخوض جولة ثالثة من المفاوضات في إسطنبول، ووصفت المدينة بأنها لا تزال الوجهة المفضلة لبحث التسوية، كما أعلنت أوكرانيا، في 19 من الشهر ذاته، دعمها لعقد المحادثات مجدداً في تركيا.
ومنذ اندلاع الحرب، برزت إسطنبول بوصفها منصة رئيسية للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، بوساطة تركية قادها الرئيس رجب طيب أردوغان، وكانت آخر جولة مباشرة قد عُقدت في قصر "دولما بهجة" بإسطنبول يوم 29 مارس/آذار 2022.
وخلال الجولة الأولى من المفاوضات، توصّل الجانبان إلى اتفاق لتبادل ألف أسير من كل طرف، كما تبادلا مذكرات تفاهم تتعلق بشروط وقف القتال، ما مهّد لتبادل أعداد كبيرة من الأسرى، بينهم جنود جرحى وشباب دون سن 25 عاماً.
وفي الجولة الثانية التي استضافها قصر تشيراغان في 2 يونيو/حزيران الماضي، ناقش الطرفان مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار، واتفقا على مواصلة التنسيق بشأن البنود العالقة. وعلى إثرها أعلنت موسكو أنها سلّمت جثامين 7 آلاف جندي أوكراني إلى كييف، وأبدت استعدادها لتسليم ثلاثة آلاف جثة إضافية، بينها ألف جثة جرى تسليمها مؤخراً.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.