وخلال الاجتماع قال الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، إنّ ما يجري في غزة يمثل "جريمة حرب مكتملة الأركان ووصمة عار في جبين الإنسانية"، مشدداً على أن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ترقى إلى مستوى الإبادة اوانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني.
ودعا طه إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، لضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، إلى جانب الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع.
وحذّر الأمين العام للمنظمة من المحاولات الإسرائيلية المستمرة لفرض السيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وتهويد المعالم الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أكد أن كل محاولات تغيير الوضع التاريخي والديني لمدينة القدس هي "غير شرعية وباطلة بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
في سياق موازٍ، دعت أكثر من 100 منظمة إنسانية وإغاثية، اليوم الأربعاء، إلى تحرك دولي عاجل لوقف انتشار الجوع في قطاع غزة، محذرة من مجاعة وشيكة نتيجة استمرار الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات.
وجاء في بيان مشترك وقّعته 111 منظمة، من بينها ميرسي كور والمجلس النرويجي للاجئين وريفوجيز إنترناشيونال، أن شحنات كبيرة من المواد الغذائية والمياه والأدوية متوقفة عند المعابر، فيما يُمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى مئات الآلاف من المحتاجين داخل القطاع.
وأكدت المنظمات أن "القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتجزئة الإسرائيلية للقطاع، إضافة إلى الحصار طويل الأمد، خلقت أزمة غير مسبوقة"، داعية إلى فتح كل المعابر البرية فوراً، ورفع جميع القيود التي تعرقل الاستجابة الإنسانية، وضمان وصول الإمدادات دون تدخل أو استهداف عسكري.
كما شددت على ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، بما في ذلك وقف تصدير الأسلحة والذخائر التي تُستخدم ضد المدنيين، والسماح بعودة قيادة الأمم المتحدة لجهود الإغاثة وفقاً لمبادئها الإنسانية.
من جانبه، صرّح المجلس النرويجي للاجئين بأن مستودعات المساعدات في غزة قد نفدت بالكامل، مشيراً إلى أن عدداً من موظفيه باتوا يعانون من الجوع نتيجة تعطل توزيع الإمدادات، مؤكداً أن إسرائيل تعرقل العمل الإنساني بشكل ممنهج.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعابر بشكل كامل منذ 2 مارس/آذار الماضي، ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى تفشي المجاعة في أنحاء القطاع وظهور أعراض سوء تغذية حاد على الأطفال والمرضى.
وتقدّر وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية تجاوز 101 شهيد، بينهم أكثر من 80 طفلاً، فيما حذّرت من توقف كامل لخدمات المستشفيات خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.
وترتكب إسرائيل إبادة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.