وقال سموتريتش في بيان: "رئيس الوزراء (نتنياهو) هو المسؤول في نهاية المطاف عن إطلاق حملة لهزيمة حماس، واحتلال غزة وفرض حكومة عسكرية مؤقتة حتى يُعثَر على حل آخر، ويعاد الرهائن وتُطلَق خطة ترمب، وإلا فلن يكون لهذه الحكومة الحق في الوجود".
وجدد سموتريتش تأكيده عدم تأييد أي خطوة من شأنها "تقديم الدعم اللوجستي لحماس"، متابعاً: "استمرار الركود العسكري وتقديم المساعدات الإنسانية لحماس في ظل وجود أسرانا هناك، ليس خياراً وارداً".
واعتبر الوزير الإسرائيلي المتطرف أن "إدارة الجهد المدني في غزة بطريقة لا تقع في أيدي حماس هي العنصر الأكثر أهمية لهزيمة الحركة الفلسطينية والفوز في الحرب".
وأضاف: "هذا جزء لا يتجزأ من المجهود الحربي، وهو أكثر أهمية بكثير من فرقة أخرى وجهد نيران آخر. من دون استيعاب هذا وتطبيقه لن نتمكن من الفوز".
وعلى إثر هذا البيان قال مصدر سياسي إسرائيلي في بيانٍ إنه لم يُتخَد قرار بشأن إدخال المساعدات إلى غزة، فيما تواصل تل أبيب إغلاق معابر القطاع ومنع دخول أي إمدادات غذائية أو إغاثية أو طبية منذ 2 مارس/آذار الماضي.
وأضاف المصدر أن "المستوى السياسي أصدر تعليماته للمؤسسة الأمنية والجيش بحرمان حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية في أي وضع قد يتطور".
وتصدر البيانات المنسوبة إلى "مصدر سياسي" من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ونفى سموتريتش أن يكون قد وجّه انتقادات إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، مساء الثلاثاء.
وقال في بيانه: "ليس لديّ أي شكوى بشأن رئيس الأركان، انتقادي موجّه إلى رئيس الوزراء، الذي لا يفرض تطبيق سياسة المستوى السياسي على الجيش الإسرائيلي".
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد قالت، الأربعاء، إنّ سموتريتش انتقد رئيس أركان الجيش زامير، خلال اجتماع الكابينت مساء الثلاثاء، بعد أن صرّح زامير بمعارضته لتوزيع جنود إسرائيليين مساعدات إنسانية في غزة.
ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله لزامير: "نحن نحدد مهام الجيش، وإذا لم تكن قادراً على تنفيذها، فسنحضر من يستطيع ذلك".
وأضافت الصحيفة: "وفقاً لمصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع، بدأت المواجهة مع رئيس الأركان، بقيادة سموتريتش ووزير العدل ياريف ليفين، بعد أن صرّ ح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه لا حاجة لتزويد غزة بالمساعدات، لأن غزة لديها ما يكفي من الإمدادات، وأنه سيعارض أي مساعدات مستقبلية قد تستخدمها حماس للسيطرة على السكان وبناء البنية التحتية للإرهاب"، وفق تعبيراته.
وأضافت: "قال زامير إنّ الجنود لن يقدموا المساعدات، وإن الجيش لن يُجوّع قطاع غزة، الأمر الذي أثار تساؤلات الوزراء حول اختلاف سياساته عن سياسات سلفه، هرتسي هاليفي".
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قال إنّ قرار إدخال المساعدات إلى غزة من عدمه سيُتخَذ في "اجتماع الكابينت المقرر الخميس القادم".
والثلاثاء، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إنّ قطاع غزة يشهد "أسوأ وضع إنساني" منذ بداية الحرب بسبب منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومطلع مارس/آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس بنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.