وذكرت الوزارة أن قوات الأمن الداخلي، بدعمٍ من وحدات وزارة الدفاع، كانت قد تمكنت من طرد ما سمّتها المجموعات الخارجة عن القانون في مركز مدينة السويداء، وتأمين المدنيين، وإعادة مظاهر الاستقرار إلى المدينة.
وأضافت: "وفي أعقاب هذه العملية، عُقد اجتماع موسع ضمّ قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، وعدداً من رجال الدين ووجهاء المدينة، إذ جرى التوافق على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة، وسحب الآليات العسكرية ووحدات قوات الدفاع، استجابةً لرغبة الأهالي وتعزيزاً لحالة الطمأنينة".
وأشارت الوزارة إلى أن هذه التفاهمات سرعان ما تعرضت للخرق، "حيث عادت المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لشنّ اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن، في محاولة لإرباك المشهد الأمني ونسف ما جرى التوصل إليه من تفاهمات محلية".
ولفتت إلى أن إسرائيل دعمت المجموعات المسلحة، وشنت غارات استهدفت مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية، "ما أسفر عن استشهاد عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش السوري".
وأكدت أن الاشتباكات مستمرة في بعض أحياء المدينة، "في ظل جهود حثيثة تبذلها الحكومة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان السويداء، لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم".
في سياق متصل، أكد شيخ عقل الموحدين الدروز يوسف جربوع، الثلاثاء، أن أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا، مع دولتهم ولا يقبلون أي توجه للخارج.
جاء ذلك خلال اجتماع مع قادة الأمن الداخلي في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال جربوع إن "الرهان اليوم هو على خيار الدولة التي تحمي جميع مواطنيها من كل التعديات والتجاوزات التي تؤثر على الجميع". وأوضح أن "أبناء السويداء مع دولتهم السورية وانتمائهم لوطنهم ولا يقبلون أي توجه للخارج".
ولفت إلى أن "السويداء اليوم في مأزق، وما جرى خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية لم نكن نتوقعه في يوم من الأيام، ونحن نعد السويداء قدوةً ومثالاً على مستوى المنطقة بوطنيتها والتزامها والتزام أبنائها بالعادات والتقاليد والأعراف والأخلاق الدينية والاجتماعية".
ودعا إلى "ضرورة إعادة الثقة ومنع التعديات والتجاوزات غير المقبولة"، مشدداً على أنه "من واجب الدولة حماية مواطنيها من كل التعديات التي تؤثر على الجميع".
وتمثل الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز المرجعية الدينية العليا للطائفة بسوريا، لكن هناك 3 مشايخ عقل (زعماء دينيين) للطائفة بمواقف قد تختلف أحياناً، وهم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع.
في السياق، نقلت وكالة "سانا" عن قائد قوات الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي، تأكيده خلال الاجتماع، أن "الدولة لن ترضى بأي انتهاك أو تجاوز في السويداء وتتحمل مسؤولية أي تجاوزات". وأشار الدالاتي إلى أن "الأمن الداخلي سيتولى مسؤولية حماية المدينة وأمنها". وشدد على "ضرورة تعاون الجميع حتى يعود الأمن والاستقرار إلى السويداء، وهناك أرقام ساخنة وضعت في الخدمة لمعالجة أي طارئ أو تجاوز".
كان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة قد أعلن في وقت سابق اليوم، وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء، مشيراً إلى أنه سيجري تسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.
لكن وزارة الداخلية السورية قالت في بيان مساء الثلاثاء، إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في بعض أحياء مدينة السويداء، وسط جهود مكثفة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان المدينة لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن.
والأحد، اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء مصادرة الطرفين مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.
وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، فيما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات التي أسفرت عن أكثر من 30 قتيلاً و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، مساء الاثنين.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكنّ رتلاً تابعاً لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك، وعاد إلى دمشق حقناً للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.