وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بقتل طفل فلسطيني، بدعوى محاولته إلقاء عبوة ناسفة تجاه جنوده، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في محافظة جنين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها قبل 93 يوماً إلى 40 شهيداً.
وفي بلدة عين البيضا بمحافظة طوباس بالضفة الغربية، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة مواطنَين اثنين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها البلدة.
وأفادت مصادر في جمعية الهلال الأحمر لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اعترضت طريق مركبة الإسعاف المتجهة إلى القرية عند مفرق قرية عين البيضا ومنعتها من المرور، علماً أن هناك مناشدات من المواطنين بسبب وجود إصابات.
وأُصيب عدد من المواطنين برضوض وجروح، بينهم طفل، إثر اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم، بالضرب، خلال اقتحام بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم.
وأفادت “وفا”، نقلاً عن مصادر محلية، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وتمركزت في عدة أحياء فيها، واعتدت بالضرب على عدد من المواطنين، وأصابتهم، من بينهم الطفل أحمد محمد ديرية (14 عاماً) الذي أُصيب برضوض في أنحاء جسده، وجروح في الرأس.
في سياق متصل، أُصيب 5 فلسطينيين برصاص المستوطنين في قرية بردلا بالأغوار الشمالية في الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت أطراف القرية وحاولت سرقة مواشٍ، وشرعت في إطلاق الرصاص الحي تجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي لهم.
وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة بأن مستوطنين هاجموا منطقة غرب بردلا وأضرموا النار في خيام سكنية وحظائر ماشية تعود لأحد المواطنين. كما شهدت مفترقات الطرق القريبة انتشاراً مكثفاً للمستعمرين بحماية قوات من جيش وشرطة الاحتلال.
وفي بلدة سنجل، شمالي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، أضرم مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء، النيران في 7 منازل و5 مركبات لفلسطينيين.
وقال رئيس بلدية سنجل، معتز طوافشة، إن "البلدة تعرضت لهجوم هو الثاني خلال أيام، حيث هاجمت مجموعات من المستوطنين أراضي البلدة الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى أراضٍ في قرية المزرعة الشرقية المجاورة". وأوضح طوافشة، أن المستوطنين أحرقوا أكثر من 7 منازل و5 مركبات تعود ملكيتها لأهالي البلدة والمزرعة الشرقية. وأشار إلى أن المعتدين سبق أن نصبوا خيمة استيطانية قرب المنطقة المستهدفة.
وأضاف: "مجموعات كبيرة من المستوطنين المسلحين بالأسلحة والعصي والأحجار هاجمت المنازل وأضرمت فيها النيران". وأكد طوافشة أن المنطقة المستهدفة خالية من المستوطنات وتضم موقعاً أثرياً يعرف بـ"خربة التل"، ويقطنها عدد قليل من الفلسطينيين، الأمر الذي دفع المستوطنين إلى استغلال حالة الطوارئ والحرب على غزة لمحاولة السيطرة على هذه الأراضي الواسعة.
وقال: "الهدف هو السيطرة على الأراضي الجنوبية من سنجل، وعزل البلدة بالكامل وتحويلها إلى ما يشبه السجن". وأشار طوافشة إلى استشهاد شاب فلسطيني وإصابة عدد من السكان خلال محاولاتهم إخماد حرائق أشعلها المستوطنون في البلدة، الاثنين الماضي.
وفي وقت سابق الاثنين، قال شهود عيان، إن مستوطنين هاجموا سنجل، وأحرقوا ممتلكات لفلسطينيين. وأشاروا إلى اندلاع مواجهات "بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين هاجموا البلدة تحت حماية الجيش الإسرائيلي، الذي لم يمنعهم من الاعتداء على الممتلكات".
والاثنين، استُشهد فلسطيني جراء الاختناق عقب هجوم نفّذه مستوطنون على سنجل أحرقوا خلاله بيوتاً ريفية وممتلكات واعتدوا على المواطنين.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) نفَّذ مستوطنون إسرائيليون 860 اعتداءً ضد فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2025، منها "اقتحامات للمدن والتجمعات الفلسطينية، والاعتداء على الممتلكات وتجريف أراضٍ"، وغيرها.
وبالتزامن مع الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 956 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافةً إلى تسجيل 16 ألفاً و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.