وفي أحدث الهجمات، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين بقصف جوي استهدف تجمعاً مدنياً في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وقبل ذلك، قتل 18 فلسطينياً في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين، ومقراً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس.
فيما استشهد 15 فلسطينيا وأصيب 22 آخرون بإطلاق نار نفذه جيش الاحتلال على تجمعات لمنتظري المساعدات، قرب نقطتي توزيع إحداهما في غرب رفح جنوبي القطاع، والأخرى على شارع صلاح الدين جنوبي منطقة وادي غزة.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة. وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء هذه الآلية 1422 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف مصاب.
وفي وقت سابق، استهدفت غارة جوية مدرسة "الأمل" التابعة لوكالة الأونروا في منطقة الحي الياباني غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيَين، كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد أحد موظفيها وإصابة ثلاثة آخرين بعد قصف إسرائيلي مباشر طال مقرها في خان يونس، ما أدى إلى اندلاع حريق في الطابق الأول من المبنى.
وبالتزامن، واصل جيش الاحتلال عمليات تفجير ونسف منازل في شرق خان يونس، ما أدى إلى تطاير الشظايا ووصولها إلى أحياء غربية مأهولة بالنازحين، وتسبب ذلك في وقوع إصابات، حسب شهود عيان. وفي مدينة غزة، شنّت القوات الإسرائيلية عمليات نسف لمبانٍ سكنية ومنشآت في منطقة شرق حي التفاح شمال شرقي المدينة، وسط دمار واسع.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة الوفيات الناتجة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 175 فلسطينياً، بينهم 93 طفلاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة عبر منصة تليغرام: "مستشفيات القطاع سجلت 6 حالات وفاة جديدة خلال آخر ساعة، جميعها لأشخاص بالغين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية".
ووفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في غزة ظروفاً أشبه بالمجاعة، إذ يعاني 100 ألف امرأة وطفل سوء التغذية الحاد.
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.