وأفادت مصادر أمنية بارتفاع عدد القتلى إلى 22 شخصاً من المدنيين وعناصر الأمن، جراء الهجمات التي نفَّذتها "مجموعات خارجة عن القانون" في منطقة أشرفية صحنايا.
وقال مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، في بيان نشرته وزارة الداخلية عبر تليغرام، إن تلك المجموعات صعَّدت اعتداءاتها صباح الأربعاء، وهاجمت نقاطاً وحواجز أمنية على أطراف المدينة، ما أدى إلى مقتل 11 عنصراً من قوات إدارة الأمن العام.
وأوضح الطحان أنه "على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة جرمانا خلال اليومين الماضيين، جرى التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة يقضي بوقف إطلاق النار وتسليم جثامين الضحايا الذين قُتلوا داخل المدينة، وقد باشرت الجهات المختصة بتنفيذ بنود هذا الاتفاق فوراً".
واستدرك: "إلا أن مجموعات خارجة عن القانون تسللت ليل أمس (الثلاثاء) إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام".
وتابع: "في محاولة لاحتواء الموقف وحقن الدماء، تدخلت عدة جهات (لم يسمها) لوقف عمليات إطلاق النار، إلا أن المجموعات نكثت بتعهدها مجدداً، وهاجمت نقطة أمنية جديدة، ما أدى إلى استشهاد 5 عناصر إضافيين من قوات الأمن العام، ليبلغ إجمالي عدد الشهداء 16 شهيداً".
وشدد الطحان على أن قوات الأمن لن تتوانى "في ملاحقة كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة".
غارة إسرائيلية
في السياق نفسه، قال مصدر في وزارة الداخلية السورية لرويترز، إن ضربة إسرائيلية على مشارف العاصمة دمشق، اليوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن السورية.
وزعمت إسرائيل أنها ضربت "مجموعة متطرفة" كانت تستعد لشن هجوم على الأقلية الدرزية في بلدة صحنايا على مشارف دمشق.
لكنَّ المصدر في وزارة الداخلية السورية عارض تلك الرواية، وقال إن قوات الأمن السورية تسعى لوضع حد لاشتباكات في صحنايا بين جماعات مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة.
“كلنا خاسرون”
من جهته، حذر مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي، من "الفتن والانتقام والإصغاء لأصوات الشياطين"، داعياً لأن تأخذ العدالة مجراها في أحداث ريف دمشق "من أجل التعايش السليم الذي يحفظ دماء شبابنا”، مشيراً إلى أنه "إذا اشتعلت الفتنة فنحن خاسرون بكل طوائفنا، ولن يكون هناك رابح واحد”.
وحدة سوريا
في غضون ذلك، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، اتصالات لوقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا، في سوريا.
وقال الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان اليوم الأربعاء، إن جنبلاط طلب أن "تعالَج الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها".
تأتي هذه الأحداث عقب إعلان وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، سقوط قتلى وجرحى إثر اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة في حي جرمانا، الذي يقطنه دروز، جنوب العاصمة دمشق.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الاشتباكات "جاءت على خلفية انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي".