من جهتها، أفادت وزارة الدفاع السورية، في وقت سابق الأربعاء، بتمركز "مجموعات مسلحة خارجة عن القانون" داخل المستشفى الوطني في محافظة السويداء جنوبي البلاد، واتخاذه قاعدة لعمليات ضد قوات الجيش والأمن، في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توتراً متصاعداً وسط تهديدات إسرائيلية.
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن تلك المجموعات نصبت قناصين على أسطح المستشفى واستهدفت مواقع للجيش بشكل مكثف.
وأشارت إلى أن الجهات الرسمية وجهت نداءات متكررة لتحييد المستشفى والسماح بدخول الكوادر الطبية، "لكن لم يستجيبوا حتى الآن"، محملة "المجموعات الخارجة عن القانون ومن يدعمها" مسؤولية ما يحدث داخل المنشأة الطبية.
بالتزامن، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من لهجته، معلناً أن جنوب سوريا يجب أن يتحول إلى منطقة منزوعة السلاح، مؤكداً أن جيشه سيواصل استهداف القوات السورية "لحماية طائفة الدروز" ومنع "التهديدات الأمنية على حدود إسرائيل"، بحسب تعبيره.
وفي مؤتمر صحفي بتل أبيب، قال كاتس: "كما أعلنا، نحن نحمي الدروز في سوريا، وجنوب البلاد سيكون منطقة منزوعة السلاح". وأضاف أن الجيش نفذ هجمات مكثفة خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدفت مواقع سورية بينها هدف قرب مقر الأركان العامة في دمشق، ملوحاً بالتصعيد في حال "لم تُفهم الرسالة".
وتابع كاتس إلى وجود "نقاشات مستمرة" لتحديد آلية "العمل بدقة من دون الإضرار بالدروز"، بالتوازي مع الحفاظ على "المصالح الأمنية الإسرائيلية".
وفي وقت سابق الأربعاء، هدّد كاتس بمواصلة استهداف القوات السورية في حال عدم انسحابها من محافظة السويداء التي تشهد اضطرابات بين المكونين الدرزي والبدوي.
والأحد، اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء مصادرة الطرفين مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية.
وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، بينما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات التي أسفرت عن أكثر من 30 قتيلاً و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، مساء الاثنين.
وعقب انهيار نظام بشار الأسد أواخر 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة الانتشار في المحافظات، إلا أن رتلاً منها امتنع حينها عن دخول السويداء حقناً للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.
وفي ظل غياب السيطرة الأمنية، تولت مجموعات محلية تأمين المحافظة من دون نجاح، ما استدعى تدخل قوات من الجيش ووزارة الداخلية التي بدأت، اليوم الدخول إلى مدينة السويداء بعد تنفيذ عمليات أمنية في ريفها.