وقال سريع في بيان مصوّر: "ردًاً على التصعيد الإسرائيلي بقرار توسيع العمليات العدوانية على غزة، نعلن أننا سنعمل على فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي، من خلال تكرار استهداف المطارات، وعلى رأسها مطار اللد المُسمَّى إسرائيلياً مطار بن غوريون".
ودعا المتحدث العسكري شركات الطيران العالمية إلى “أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره، وإلغاء جميع رحلاتها إلى مطارات العدوّ المجرم، حفاظاً على سلامة طائراتها وعملائها".
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت جماعة الحوثي استهداف مطار بن غوريون وسط إسرائيل، بصاروخ فرط صوتي "رفضاً للإبادة في غزة"، ما دعا 6 شركات طيران إلى إعلان إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن يحيى سريع في بيان متلفز: "القوات المسلحة اليمنية (تابعة للجماعة) استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضاً للإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة".
وأضاف سريع أن منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية فشلت في اعتراض الصاروخ على مطار بن غوريون، وأشار إلى أنه نتج عن القصف "هروب أكثر من 3 ملايين صهيوني إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار بالكامل لأكثر من ساعة".
وحذّرَت الجماعة شركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار بن غوريون "لكونه غير آمن".
في السياق نفسه، أفادت القناة 13 العبرية الخاصة بأن شركات طيران لوفتهانزا والخطوط الجوية السويسرية والنمساوية والهندية والإيطالية وطيران أوروبا، ألغت رحلاتها المقررة يوم الأحد إلى تل أبيب.
وفي وقت سابق الأحد، فشلت منظومتا الدفاع الجوي "حيتس" (السهم) الإسرائيلية، و"ثاد" الأمريكية في اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، وفق بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وسقط الصاروخ في منطقة مفتوحة بمطار بن غوريون، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة وإغلاق حركة الطيران لنحو الساعة، وفق ذات المصدر.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية لإذاعة الجيش: "منظومتا الدفاع الجوي الإسرائيلية (حيتس) والأمريكية (ثاد) حاولتا اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن لكنهما فشلتا".
في سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء نتنياهو سيعقد الساعة 15:00 (12:00 ت.غ) اجتماعاً أمنياً بحضور رؤساء المؤسسة الأمنية وعدد من الوزراء لبحث الرد على الحوثيين.
ونقلت الهيئة عن مصدر أمني إسرائيل لم تسمِّه: "بعد سقوط صاروخ في مطار بن غوريون لم تعد لدينا أي قيود. سترد إسرائيل على الحوثيين بقوة (...) لدينا الحق في الرد، ولا شيء سيقيّدنا".
بدورها، أشادت حركة حماس باستهداف جماعة الحوثي مطار بن غوريون وسط إسرائيل، وعدَّته "التزاماً راسخاً بالقضية الفلسطينية رغم تعرض اليمن لعدوان أمريكي-صهيوني همجي متواصل".
وعقب الإعلان الحوثي، قالت حماس في بيان، إنها تشيد بـ"بالضربات المباركة التي ينفّذها الإخوة في أنصار الله (الحوثيون) والجيش اليمني (القوات التابعة للجماعة) في عمق الكيان الصهيوني".
وأضافت أن الضربة "تُعبّر عن التزام يمني راسخ بالقضية الفلسطينية، وإصرار أصيل على الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني المظلوم، رغم ما يتعرّض له اليمن الشقيق من عدوان أمريكي صهيوني همجي متواصل". وقالت الحركة: "نؤكّد تضامننا الكامل مع اليمن في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني الغاشم".
ورغم استئناف الهجمات الأمريكية ضد اليمن عقب أوامر أصدرها الرئيس دونالد ترمب للجيش بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، لا تزال الجماعة تنفِّذ عمليات عسكرية تصيب أهدافاً في إسرائيل وأهدافاً أمريكية في البحر الأحمر.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.