ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر إسرائيلية مشاركة في المحادثات، لم تسمها، قولها، إنه أُحرز "تقدم كبير، لكن من دون تحقيق اختراق".
وادعت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منح فريق التفاوض الإسرائيلي "مرونة أكبر ومساحة أكبر لاتخاذ القرارات سعياً للتوصل إلى اتفاق"، رغم مماطلته، وإصراره على مواصلة الإبادة في قطاع غزة.
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن دبلوماسي مشارك في المفاوضات، لم تسمه، قوله إن "تقدماً ملحوظاً تحقق في المحادثات، وإن لم تُحل جميع القضايا بعد".
وأضافت هيئة البث: "أُفيد أمس (الثلاثاء) بأن الفجوات بين الطرفين تقلصت"، مدعية أن "إسرائيل أبدت مرونة في النقاشات الجارية في الدوحة، بحسب مصدر أجنبي"، وأوضحت أن "الطواقم الفنية تركز حالياً على تعديل خرائط الانتشار التي تحدد المناطق التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي".
الهيئة أشارت إلى أن "الكابينت (المجلس الوزاري المصغّر) عقد اجتماعاً مساء أمس برئاسة نتنياهو، ناقش خلاله مقترح إقامة مدينة إنسانية في رفح لاستيعاب النازحين، إضافة إلى تفاصيل صفقة التبادل".
جدير بالذكر أن معسكر الاحتجاز الذي تعتزم إسرائيل إنشاءه برفح يعيد إلى الأذهان معسكرات الاعتقال النازية سيئة الصيت في أربعينيات القرن الماضي، وتسعى تل أبيب من خلاله لاحتجاز مئات آلاف الفلسطينيين وتجويعهم لإجبارهم على الهجرة إلى الخارج، وفقاً لمراقبين دوليين ووسائل إعلام عبرية، بينها هآرتس.
"محور رابع"
يأتي هذا، بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن محور رابع في غزة، يفصل شرق خان يونس عن غربها بطول 15 كيلو متراً، في فصل جديد لتقطيع أوصال القطاع وسط استمرار الإبادة.
وحتى اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع، ومحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومحور موراج الفاصل بين رفح وخان يونس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: "استكملت قوات اللواء 188 ولواء غولاني فتح محور ماجين عوز الذي يفصل بين شرق وغرب خان يونس"، وأضاف: "يمتد المحور على مسافة نحو 15 كيلومتراً"، مدعياً أنه "يشكل جزءاً مركزياً في الضغط على حماس وحسم المعركة"، وفق تعبيره.
ويتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المحاور ذريعة لتعطيل المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، من خلال الإصرار على البقاء فيها لمواصلة الإبادة في غزة، بينما وافقت الحركة الفلسطينية على مقترحات سابقة، وطالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل أراضي القطاع.
وفيما أبدت حماس مرونة مع مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار في غزة، ماطل نتنياهو وأصرّ على مواصلة الإبادة رغم جهود حثيثة من مصر وقطر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.