وبحسب الصحيفة، أزالت الوزارة منشورات التعزية بالبابا الراحل من حساباتها الرسمية، وطلبت من جميع بعثاتها الدبلوماسية حذف أي منشورات مماثلة، مع إصدار توجيه داخلي يمنع السفراء من التوقيع على دفاتر التعزية.
وأوضحت "هآرتس" أن الخارجية زعمت لاحقاً أن هذه التوجيهات نُشرت "عن طريق الخطأ"، من دون تقديم تفسير مفصل.
وعقب وفاة البابا صباح الاثنين الماضي، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية أو الكنيست أي بيان تعزية رسمي، واكتفت بإيفاد سفيرها لدى الفاتيكان، يارون سايدمان، لحضور جنازة البابا المقررة صباح السبت في ساحة كنيسة القديس بطرس، على خلاف البروتوكول المتبع عادة بإيفاد شخصيات رفيعة مثل الرئيس أو وزير الخارجية.
وأشارت "هآرتس" إلى أن رد الفعل الإسرائيلي جاء بعد مواقف صريحة اتخذها البابا فرنسيس ضد الحرب على غزة، ففي ظهوره الأخير بمناسبة "عيد الفصح" المسيحي، وصف البابا ما يجري في غزة بأنه "موت ودمار" و"وضع إنساني مروع ومشين".
وقبل وفاته بيوم، وجه عدة رسائل للعالم من خلال خطاب قرأه أحد مساعديه، دعا فيه إلى "وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضور جوعاً ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إسرائيلي في مجموعة "واتساب" (لم تُذكر هويته) قوله: "حذفنا تغريدة بسيطة وبريئة تُعبّر عن تعازينا، وذلك بوضوح بسبب انتقاد البابا لإسرائيل قبل وفاته". فيما علّق مسؤول كبير في الخارجية بأن "إسرائيل ردّت على تصريحات البابا خلال حياته، لكنها لن تفعل ذلك بعد وفاته احتراماً لمشاعر أتباعه".
وأضافت "هآرتس" أن هذه الإجراءات زادت من التوتر القائم أصلاً في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان، منذ بدء العدوان على غزة، إذ عبّر الفاتيكان مراراً عن قلقه من تصاعد الجرائم بحق الفلسطينيين، واعتبر أن ما يجري يحمل "سمات إبادة جماعية".
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، وخلال لقاء عيد الميلاد مع أعضاء مجلس وزرائه، قال البابا فرنسيس عن العدوان الإسرائيلي: "هذا ليس حرباً، بل وحشية. أريد أن أقول ذلك لأنه يُدمي القلب".
وبدعم أمريكي ، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وفق إحصائيات فلسطينية.