وحذّر حزب الله في بيان، من تصعيدٍ خطير نتيجة القصف الإسرائيلي على البقاع، معرباً عن إدانته لـ"المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، بحق مواطنين لبنانيين وسوريين، من خلال استهداف حفارة لآبار المياه، ما أدى لاستشهاد 12 شخصاً بينهم 7 سوريين".
وشدد على أنّ هذا الاعتداء الخطير يشكل تصعيداً كبيراً في سياق العدوان المتواصل على لبنان وشعبه، ويؤكد مجدداً الطبيعة الإجرامية للعدو الذي لا يقيم وزناً لأيّ من القوانين أو المواثيق الدولية، ولا يتورع عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين.
وطالب الدولة اللبنانية بالتحرك بشكلٍ جاد لوضع الجهات الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بوصفها ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، أمام مسؤولياتها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ واشنطن تتهرب من التزاماتها كجهة ضامنة، وتلتف على الاتفاق بمبادرات لا تراعي إلا مصالح العدو الإسرائيلي وأمنه.
وأوضح حزب الله أنّ الولايات المتحدة تحاول إيهام اللبنانيين بأنها الحريصة على استقرار لبنان وأمنه ووحدته وأنها الداعمة له، لكنها تطلق العنان للعدو "المتوحش" ليعيث دماراً وقتلاً في لبنان، معتبراً أنّ "استمرار غياب الموقف الرسمي الفاعل والصلب، والاستمرار في التجاهل والتقاعس عن الحركة الفاعلة دولياً، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التمادي والاعتداءات".
وذكر أنّ "العدو الصهيوني المجرم، يحاول بالدم والنار أن يضغط على الإرادة الوطنية، لكن الشعب اللبناني المقاوم الذي لم ينمْ يوماً على ضيم، وسيزداد ثباتاً وصلابة وتمسكاً بخياراته الوطنية المقاومة كخيار لازم لمواجهة العدو وكبح عدوانه، وصون كرامة لبنان وسيادته".
وفي وقت سابق، قتل جيش الاحتلال 12 شخصاً بينهم 7 سوريين وأصاب 8 آخرين، خلال غارات جوية استهدفت منطقة البقاع شرقي لبنان، وطالت إحداها مخيماً للنازحين السوريين.
وزعم جيش الاحتلال أنه نفّذ غارات على أهداف تابعة لحزب الله بمنطقة البقاع، فيما يعد هذا القصف ضمن الخروقات الإسرائيلية المتكررة، التي بلغت أكثر من 3 آلاف اختراق، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وأسفرت الخروقات عن 239 قتيلاً و551 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله، فإنّ الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرّح بها.
يشار إلى أنّ جيش الاحتلال شنّ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان، وتحول في 23 سبتمبر/أيلول 2024 إلى حربٍ واسعة، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.