واستهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل وخيمة تؤوي نازحين وتجمعات منتظري المساعدات إثر استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ نحو 22 شهراً، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
وفي أحدث الهجمات، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 30 آخرون برصاص جيش الاحتلال قرب منطقة السودانية شمالي غزة، في أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات غذائية، وسبق ذلك استشهاد 19 فلسطينياً في هجمات متفرقة، أبرزهم إطلاق النار على 5 من طالبي المساعدات قرب نقطة توزيع غرب مدينة رفح، جنوبي القطاع.
كارثة شاحنة المساعدات
وإلى جانب الهجمات العسكرية، لقي 25 فلسطينياً مصرعهم في حادثة انقلاب شاحنة مساعدات غذائية فجر الأربعاء وسط القطاع، إذ انقلبت الشاحنة فوق عشرات المدنيين في أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في بيان أن "الشاحنة أُجبرت على الدخول من طرق غير آمنة سبق أن تعرضت للقصف ولم تؤهل للمرور، ما أدى إلى انقلابها فوق الجوعى"، وأكد أن السياسة الإسرائيلية بهندسة الفوضى والتجويع "تسببت خلال الأشهر الماضية في استشهاد وإصابة مئات المدنيين".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يجبر سائقي شاحنات المساعدات المحدودة الواصلة للقطاع على سلك مسارات مكتظة بالمدنيين الجائعين، ما يؤدي إلى مهاجمة تلك الشاحنات وانتزاع محتوياتها، في مشهد "يصنعه الاحتلال عن سبق إصرار وترصد".
شهداء المساعدات
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 61 ألفاً و158 شهيداً، و151 ألفاً و442 إصابة، جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي للوزارة، بشأن أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء الإبادة المتواصلة.
وقالت الوزارة: "وصل إلى مستشفيات غزة 138 شهيداً (منهم 3 انتشال) و771 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية"، وأضافت: "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61 ألفاً و158 شهيداً، و151 ألفاً و442 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأوضحت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار الماضي بلغت "9 آلاف و654 شهيداً، و39 ألفاً و401 إصابة".
وبشأن المجوعين الفلسطينيين، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات بلغت "ألفاً و655 شهيداً، وأكثر من 11 ألفاً و800 إصابة" منذ 27 مايو/أيار الماضي، وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية نحو "87 شهيداً و570 إصابة"، من منتظري المساعدات.
وبوتيرة يومية، يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
“هندسة التجويع”
في السياق، قالت "وزارة الداخلية" بغزة، اليوم الأربعاء، إن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على القطاع تسببت في سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، وتدمير خيام وممتلكات نازحين.
واتهمت "داخلية غزة"، إسرائيل باستغلال عمليات إسقاط المساعدات، أداة لتعزيز الفوضى، ضمن سياسة "هندسة التجويع" في إطار الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بالقطاع.
وقالت الوزارة، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستغل عمليات الإسقاط الجوي لصناديق المساعدات ضمن سياسة هندسة التجويع، وتعزيز حالة الفوضى والبلطجة، وانتشار مجموعات اللصوص وقطاع الطرق".
وأضاف البيان أن "الإسقاط الجوي يتسبب في إصابات وسقوط ضحايا من المواطنين خلال التدافع، بينما تسقط كميات من المساعدات بشكل مباشر على المنازل وخيام النازحين، ما أدى لمقتل عدد من (الفلسطينيين) بينهم نساء وأطفال، كان آخرهم اليوم (الأربعاء) في شمال قطاع غزة" دون مزيد من التفاصيل.
وتابع أن "المساعدات المسقطة جواً لا تفي بالحد الأدنى من احتياجات المواطنين في ظل اشتداد المجاعة، ولا تمثل سوى قطرة في بحر الحاجة الإنسانية لأبناء شعبنا، كما تكاد لا تُذكر مقارنة بما تحمله شاحنات المساعدات التي يمكن إدخالها عبر المعابر البرية".
وقالت الوزارة: "الآثار السلبية لإسقاط المساعدات بالمظلات، من فوضى وخسائر بشرية ومادية، تفوق بكثير أي منفعة قد تحققها للفئات للمجوعين"، ولفتت إلى أن "السبيل الأمثل لإنهاء الأزمة الإنسانية وحالة التجويع الممنهجة هو فتح المعابر البرية والسماح بتدفق كميات وفيرة من المساعدات والمواد الغذائية بشكل يومي ولفترات طويلة".
كما ناشدت الدول المشاركة في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات بـ"إعادة النظر في هذا الإجراء القاتل، واتخاذ قرار عاجل بوقفه، حفاظاً على سلامة المدنيين بغزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.