ونشر نتنياهو رسالة رسمية على الإنترنت وجَّهها إلى لجنة نوبل، اعتبر فيها أن ترمب "أبدى التزاماً ثابتاً واستثنائياً لدعم السلام والأمن والاستقرار على مستوى العالم".
ويأتي هذا الترشيح في وقت يحاول فيه ترمب أداء دور الوسيط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكانت باكستان قد أعلنت في يونيو/حزيران الماضي نيتها ترشيح ترمب أيضاً لنيل الجائزة، على خلفية ما قالت إنه دور إيجابي أدّاه في تخفيف التوتر مع الهند.
لكن مبادرة نتنياهو أثارت انتقادات في بعض الأوساط الدولية، إذ اعتبر رئيس الوزراء السويدي الأسبق كارل بيلت، في منشور على منصة إكس، أن الترشيح ليس سوى محاولة لتملق ترمب.
وفي حال فوزه بالجائزة، سينضم ترمب إلى أربعة رؤساء أمريكيين سبقوه إلى هذا التتويج: تيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وجيمي كارتر، وباراك أوباما.
مَن يحق له نيل جائزة نوبل للسلام؟
حدد الصناعي السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت ومؤسس الجائزة، في وصيته أن تُمنح جائزة نوبل للسلام للشخص الذي "قدّم أكبر أو أفضل إسهام ممكن في تعزيز أواصر الإخاء بين الأمم، أو تقليص الجيوش النظامية، أو الدعوة إلى إنشاء مؤسسات ومؤتمرات تعزز السلام".
وبحسَب موقع نوبل الرسمي، فإنّ الجائزة مفتوحة أمام جميع الأفراد الأحياء والمؤسسات النشطة، دون تمييز في الخلفية أو الانتماء.
ويؤكد رئيس لجنة نوبل للسلام، يورغن واتن فريدنيس، في مقدمة نُشرت على الموقع الإلكتروني: "عملياً، يمكن لأي شخص أن يحصل على جائزة نوبل للسلام. ويُظهِر تاريخ الجائزة بوضوح أنها مُنحت لأشخاص من مختلف طبقات المجتمع ومن جميع أنحاء العالم".
تُعلن جوائز نوبل سنوياً في شهر أكتوبر/تشرين الأول، فيما تُغلق أبواب الترشيح في يناير/كانون الثاني من نفس العام. وهذا يعني أن ترشيح نتنياهو لدونالد ترمب قد لا يُدرج ضمن قائمة الترشيحات الحالية، بل يُحتمل النظر فيه في دورة الجائزة التالية.
من يملك حق ترشيح المرشحين؟
يتمتع آلاف الأشخاص حول العالم بصلاحية ترشيح أسماء لجائزة نوبل للسلام، من بينهم رؤساء الدول وأعضاء الحكومات والبرلمانات، وأساتذة الجامعات في مجالات مثل التاريخ، والعلوم الاجتماعية، والقانون، والفلسفة، إضافة إلى الحاصلين السابقين على الجائزة وأعضاء من منظمات دولية محددة. مع ذلك، لا يُسمح للأفراد بترشيح أنفسهم.
وعلى الرغم من أن قائمة المرشحين تظل سرية لمدة خمسين عاماً، فإن مقدمي الترشيحات يتمتعون بحرّية الكشف عن اختياراتهم، ما يتيح أحياناً معرفة بعض الأسماء قبل إعلان النتائج.
الجهة المسؤولة عن اختيار الفائز بجائزة نوبل للسلام هي "لجنة نوبل النرويجية"، وهي هيئة مكوّنة من خمسة أعضاء يُعينهم البرلمان النرويجي. وغالباً ما تضم اللجنة شخصيات سياسية سابقة، لكن هذا ليس شرطاً دائماً.
تعكس تركيبة اللجنة التوازن السياسي داخل البرلمان، إذ تتولى الأحزاب النرويجية المختلفة اقتراح أعضائها. ويرأس اللجنة حالياً رئيس الفرع النرويجي لمنظمة بن إنترناشيونال (PEN International)، وهي منظمة تُعنى بالدفاع عن حرية التعبير.
كيف تختار اللجنة الفائز؟
تبدأ لجنة نوبل النرويجية عملها في فبراير/شباط من كل عام، حيث يعقد الأعضاء أول اجتماع لهم لمراجعة قائمة الترشيحات، ويمكن لكل عضو أن يضيف ترشيحات جديدة من جانبه.
في العام الماضي بلغ عدد المرشحين 286، فيما ارتفع هذا العام إلى 338 مرشحاً، من بينهم 244 فرداً و94 منظمة.
تقلص اللجنة القائمة الطويلة إلى قائمة مختصرة، ثم يُعرض المرشحون المختارون على مجموعة من المستشارين الدائمين وخبراء متخصصين لتقديم تقييماتهم.
وتهدف اللجنة إلى اتخاذ القرار بالتوافق، ولكنها قادرة على الحسم بأغلبية الأصوات عند الضرورة. وغالباً ما يُتخذ القرار النهائي قبل أيام فقط من إعلان الجائزة.
الجدل المرافق للجائزة
لطالما اعتُبرت جائزة نوبل للسلام محمّلة برسائل سياسية، ما جعل بعض قراراتها محط جدل واسع.
يشير الموقع الرسمي لجائزة نوبل إلى أن بعض الفائزين "شخصيات سياسية مؤثرة تسببت في جدل كبير"، لكن الجائزة ساهمت في تسليط الضوء على نزاعات دولية ووطنية حادة.
من بين أكثر القرارات إثارة للجدل كان منح الجائزة عام 1973 لكل من وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر والسياسي الفيتنامي لي دوك ثو لدورهما في التفاوض لإنهاء حرب فيتنام، ما دفع عضوين من اللجنة إلى الاستقالة.
كما استقال عضو آخر عام 1994 احتجاجاً على تقاسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة مع الزعيمين الإسرائيليين شمعون بيريز وإسحاق رابين.
أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد نال الجائزة بعد بضعة أشهُر فقط من توليه منصبه، وهو ما أثار موجة من التساؤلات حول معايير الترشيح والاختيار.
يتسلم الفائز بجائزة نوبل للسلام ميدالية ذهبية، وشهادة “دبلوم”، ومبلغاً مالياً قدره 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.15 مليون دولار أمريكي)، إضافة إلى اهتمام عالمي كبير، خصوصاً في حال لم يكن شخصية معروفة قبل الجائزة.
من المقرر أن يُعلَن عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام في 10 أكتوبر/تشرين الأول، من مقر معهد نوبل النرويجي في أوسلو.
أما حفل تسليم الجائزة الرسمي فسيُقام في قاعة بلدية أوسلو بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول، تزامناً مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل.