ونقلت الهيئة عن مصادر رسمية مطلعة، لم تسمّها، أن نتنياهو قدم ما وُصفت بأنها "خطة مخففة وتدريجية"، وذلك في إطار اجتماع يُعد من بين الأكثر حساسية منذ بدء الحرب، والمخصص لمناقشة مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وتنص الخطة، حسب المصادر، على "بدء الجيش الإسرائيلي التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقاً، بهدف السيطرة على معسكرات (حماس) وسط القطاع ومدينة غزة"، رغم تحذيرات رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير، من هذه الخطوة.
وحسب الطرح الذي قدمه نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية.
وخلال الاجتماع، أعرب عدد من الوزراء عن رفضهم أي حل لا يشمل احتلال كامل أراضي القطاع، في حين حذر زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، (عضو الكابينت، ووزير بلا حقيبة)، من استمرار الحرب، ورأى أن خطة نتنياهو "تُحدث ضرراً سياسياً متواصلاً وتعرّض حياة الأسرى للخطر"، داعياً إلى "الاستماع إلى تقديرات الجيش".
“استمرار للإبادة”
في المقابل، أكدت حركة حماس، اليوم الخميس، أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة استمرار لنهج الإبادة والتهجير، وانقلاب على مسار المفاوضات، وحذَّرت من أن توسيع العدوان لن يكون نزهة.
وقالت حماس، في بيان: "ما يخطط له مجرم الحرب نتنياهو هو استكمال لنهج الإبادة والتهجير، عبر ارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة"، وأكدت أن "مخططات نتنياهو لتوسيع العدوان تؤكد أنه يسعى إلى التخلص من أسراه والتضحية بهم خدمةً لمصالحه الشخصية وأجنداته الآيديولوجية المتطرفة".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وشددت الحركة على أن "غزة ستبقى عصيَّةً على الاحتلال، وعلى محاولات فرض الوصاية عليها"، محذرةً من أن "توسيع العدوان على شعبنا الفلسطيني لن يكون نزهة، وسيكون ثمنه باهظاً ومكلفاً على الاحتلال وجيشه النازي".
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى "إدانة ورفض هذه التصريحات الخطيرة، والتحرك العاجل لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من حقّه في تقرير مصيره، ومحاسبة قادة العدو على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 عاماً بين 1967 و2005، ويعيش فيه حالياً نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره تل أبيب منذ 18 عاماً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة 61 ألفاً و258 شهيداً و152 ألفاً و45 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.