وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن الهجمات الإسرائيلية استهدفت منازل وخياماً تؤوي نازحين وتجمعات منتظري المساعدات، في ظل استمرار ما وصفته بإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ نحو 22 شهراً.
وفي أحدث الهجمات، استُشهد 5 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات غرب مدينة رفح في جنوب القطاع.
كما استُشهدت الرضيعة حبيبة معروف (6 أشهر) إثر إصابتها برصاصة من طائرة مسيرة إسرائيلية في أثناء وجودها في خيمة عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة.
وشهد شرق مدينة غزة غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين في حيّي الشجاعية والزيتون، ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين بينهم أطفال.
وفي حادث منفصل، استشهد 5 فلسطينيين متأثرين بإصابتهم جراء انقلاب شاحنة محملة بمساعدات غذائية في وسط القطاع، ما رفع حصيلة ضحايا الحادث إلى 25 شخصاً.
وقبل ذلك، استشهدت عائلة مكونة من 5 أفراد، أب وأم وثلاثة أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، فضلاً عن إصابة أكثر من 20 شخصاً معظمهم من الأطفال.
استهداف نقاط توزيع المساعدات
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني أن الحادثة التي أدت إلى انقلاب الشاحنة نتجت عن إجبار الاحتلال السائق على المرور عبر طرق غير آمنة، مما تسبب في وقوع الحادث، واعتبر البيان أن إسرائيل تتعمد تعريض المدنيين للخطر في إطار ما وصفه بـ"هندسة الفوضى والتجويع"، مشيراً إلى أن هذه السياسة أدت إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين خلال الأشهر الماضية.
وأضاف البيان أن جيش الاحتلال يجبر سائقي شاحنات المساعدات على استخدام طرق مزدحمة بالمدنيين الجائعين، ما يؤدي إلى مهاجمة الشاحنات وانتزاع محتوياتها لإحداث حالة من الفوضى.
نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 853 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال الأيام العشرة الماضية، من أصل نحو 6 آلاف شاحنة كان من المفترض أن تصل لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، ما يعكس نقصاً حاداً في تدفق الإمدادات.
وذكر المكتب في بيان نشره عبر تليغرام أن متوسط عدد الشاحنات اليومية بلغ 85 شاحنة فقط، في حين أن الحد الأدنى المطلوب لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لتأمين الاحتياجات الصحية والغذائية والخدمية لسكان القطاع.
وأشار البيان إلى أن الشاحنات توزعت بين 27 يوليو/تموز و5 أغسطس/آب، مع نسب دخول أعلى في الأيام الأولى (112 شاحنة في 30 يوليو، و109 في 29 يوليو)، قبل أن تنخفض الأعداد إلى 36 شاحنة في 2 أغسطس، ما يعكس تذبذباً واضحاً في حركة دخول المساعدات.
من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفاً الوضع الإنساني في القطاع بأنه "غير مسبوق" من حيث مستويات الجوع واليأس، في ظل استمرار منع دخول المساعدات أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة بدعم أمريكي، أكثر من 211 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال