واعترف الاحتلال اليوم الأربعاء أيضاً بإصابة 16 جندياً في الهجوم، الذي استُخدمت فيه عبوة ناسفة قوية استهدفت مدرعة هندسية من طراز بوما، ما أدى إلى احتراقها بالكامل بمن فيها، وتعذر إجلاء الجنود بسبب شدة المعارك وصعوبة الوصول إلى الموقع.
من جانبها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عملية التعرف على هويات الجنود القتلى استغرقت وقتاً طويلاً نتيجة تفحم الجثث، وأن الجيش اضطر إلى نقل المركبة بمن فيها إلى داخل إسرائيل لعدم قدرة طائرات الإخلاء على إنجاز المهمة ميدانياً.
كما أفادت الصحيفة بأن منفذي الكمين لم يُعثر عليهم حتى الآن، في حين استهدفت الفصائل الفلسطينية قوات الإنقاذ التي حاولت التقدم للمكان.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى استمرار عمليات البحث عن جنود مفقودين في المنطقة، وسط تحليق مكثف لسلاح الجو في محاولة لإجلاء المصابين وتحديد مواقع العسكريين المختفين.
بالمقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ كمين مركب استهدف قوة إسرائيلية داخل منزل جنوب خان يونس، باستخدام قذيفتَي الياسين 105 وآر بي جي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود. كما استهدفت دبابة ميركافا في المنطقة ذاتها.
وفي سياق متصل، أعلنت سرايا القدس قصف تجمعات لجنود الاحتلال بقذائف هاون شمال خان يونس وتفجير عبوة شديدة الانفجار دمرت آلية عسكرية.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 871 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، بينهم 428 منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.
كما أصيب إجمالاً 6 آلاف ضابط وجندي منذ بداية الحرب، بينهم ألفان و738 بالمعارك البرية في قطاع غزة، وفق بيانات الجيش الرسمية.
وتأتي هذه العمليات في سياق رد الفصائل الفلسطينية على الإبادة التي ترتكبها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.