تفاصيل الضربة الأمريكية المفاجئة على إيران.. الخداع والسرية في "مطرقة منتصف الليل"
الهجمات على إيران
5 دقيقة قراءة
تفاصيل الضربة الأمريكية المفاجئة على إيران.. الخداع والسرية في "مطرقة منتصف الليل"كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأحد، تفاصيل العملية العسكرية التي استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية وأُطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، ونُفذت في الساعات الأولى من يوم السبت 21 يونيو/حزيران الجاري.
قاذفة الشبح B-2 التابعة للقوات الجوية الأمريكية تعود بعد أن هاجمت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية رئيسية، في قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري / Reuters
23 يونيو 2025


وبحسب عرض رسمي قُدم في مقر البنتاغون، فقد انطلقت العملية من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، فقد أقلعت قاذفات الشبح من طراز B-2 Spirit تحت غطاء من السرية التامة، بمرافقة طائرات دعم قتالية من الجيلين الرابع والخامس، بالإضافة إلى العشرات من طائرات التزود بالوقود جواً.

وتضمنت العملية الجوية ضرب أهداف في فوردو، ونطنز، وأصفهان، وهي من أبرز المواقع المرتبطة ببرنامج إيران النووي. وتشير بيانات الجيش الأمريكي إلى أن توقيت الضربة الجوية تركز بين الساعة 18:40 و19:00 بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، إذ أُلقيت قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 على المنشآت المحصّنة تحت الأرض.

في موازاة ذلك، أطلقت غواصات أمريكية متمركزة بالقرب من الخليج أكثر من 30 صاروخ توماهوك على أهداف في نطنز وأصفهان، وذلك قبل دخول الطائرات الحربية المجال الجوي الإيراني.

 بحسب التسلسل الزمني الرسمي للعملية، غادرت القاذفات المجال الإيراني نحو الساعة 19:30 مساءً، وفقاً لتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة من دون أن تواجه أي رد من الدفاعات الجوية الإيرانية، وعادت إلى قواعدها فجر الأحد.

ووصفت القيادة المركزية الأمريكية العملية بأنها واحدة من أكثر المهام الجوية تعقيداً وتنسيقاً في تاريخ القوات الجوية الأمريكية.

أعلن الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن العملية العسكرية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية شملت استخدام 14 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، المعروفة باسم "bunker busters". وأوضح أن أولى هذه القنابل أُسقطت عند الساعة الثانية فجراً بتوقيت إيران، مستهدفة منشآت تحت الأرض في موقع "فوردو".

من جانبه، صرّح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث أن هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها طراز GBU-57 في قتال فعلي. وأضاف أن القنبلة، التي تُعد من بين الأثقل في الترسانة الأمريكية بوزن يبلغ 30 ألف رطل، تحتوي على شحنة ناسفة تعادل 5500 رطل من مادة TNT، وهي مصممة لاختراق التحصينات العميقة والمنشآت الخرسانية المحمية.

وأوضح هيغسث أن قاذفات B-2 الشبحية هي الوحيدة القادرة على حمل هذا النوع من القنابل، نظراً لحجمها الكبير وحاجتها إلى منصات إطلاق متقدمة تضمن تنفيذ الضربة بدقة وفاعلية في بيئات شديدة التحصين.

الخداع

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الأحد، أن أنظمة تتبع الطيران التقطت صباح السبت 21 يونيو/حزيران 2025 إقلاع قاذفات الشبح الأمريكية من طراز B-2 من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري، وهي تتجه غرباً فوق المحيط الهادي، إلا أن هذا التحرك لم يكن جزءاً من العملية الحقيقية، بل خُدعة مقصودة هدفت لتضليل إيران حول مسار ومكان الهجوم الوشيك.
في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال، أن غواصات أمريكية أطلقت صواريخ كروز على منشآت نووية إيرانية رئيسية بالتزامن مع ضربات القاذفات، ما جعل الهجوم متعدد المحاور ويصعب التصدي له.

وتقول وول ستريت جورنال، إن أحد الأهداف التكتيكية للعملية كان إدخال القاذفات إلى الأجواء الإيرانية بأسرع وقت ممكن وأقل مستوى من الانكشاف، كما أن التوقيت ساعد في تضليل طهران بشأن نيات واشنطن، وخصوصاً بعد أن صرّح ترمب قبل أيام من الهجوم بأنه سيمنح فرصة تمتد أسبوعين للمسار الدبلوماسي قبل اتخاذ قرار الحرب.

 ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون قولهم، إن صباح يوم السبت لم يشهد صدور أي أوامر نهائية بشأن الضربة، ما زاد من عنصر المفاجأة وأوحى لإيران بأن لديها هامشاً زمنياً أوسع قبل أي تصعيد عسكري محتمل.

 وفي حديث لأحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين مع الصحيفة، وُصفت المناورة التي أظهرت قاذفات تتجه غرباً بأنها "خدعة حقيقية"، مؤكّداً أن إخفاء القاذفات التي نفذت الهجوم كان "حاسماً" للحفاظ على عنصر المفاجأة، والذي يُعد عاملاً محورياً في مثل هذه العمليات المعقدة.

 وفي ختام سلسلة المناورات والخداع التكتيكي، أصدر الرئيس ترمب، وفق ما أكدته الصحيفة، الأمر النهائي بتنفيذ الضربة بعد ظهر السبت من منتجعه الخاص في ولاية نيوجيرسي.

تضليل ترمب 

أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن المناقشات داخل الإدارة الأمريكية بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران بلغت ذروتها مساء الأحد 15 يونيو/حزيران، بالتزامن مع مغادرة الرئيس دونالد ترمب إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع.

 وبحسب الصحيفة، أبدى ترمب ميلاً متزايداً نحو الموافقة على الضربة، مع تأكيده لمستشاريه أن استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي سيكون "خطأ فادحاً". ولفت إلى أن هدف العملية، في حال تنفيذها، يجب أن يكون تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، وليس تغيير النظام.

وأشارت  نيويورك تايمز، بدأت مجموعة صغيرة من كبار القادة العسكريين في وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بإعادة تفعيل خطط هجوم على منشآت نووية إيرانية، من بينها "فوردو"، وهي خطط وُضعت منذ سنوات. قاد عملية التخطيط كل من الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية، والجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وأوضحت الصحيفة أن التحضيرات العسكرية كانت تُدار في سرية تامة، لكن منشورات الرئيس ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي كانت تعرّض أمن العمليات للخطر. ونقلت عن أحد القادة العسكريين قوله: "الرئيس كان التهديد الأكبر لأمن العمليات (OpSec) خلال فترة التخطيط".

وبحسب نيويورك تايمز، اتخذ الرئيس ترمب قراره النهائي بضرب إيران يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران، ورفع من حدة خطابه عبر منصة "تروث سوشيال"، معلناً أن الولايات المتحدة باتت تسيطر كلياً على الأجواء الإيرانية، وأنها "تعرف تماماً" مكان اختباء المرشد الأعلى. وأضاف: "لن نستهدفه الآن... لكن الاستسلام غير المشروط مطلوب!".

قالت الصحيفة، إن معسكر المستشارين الرافضين للتدخل العسكري أدرك أنه لم يعد بإمكانه ثني ترمب عن توجيه الضربة، فحوّل جهوده لمنع تحول العملية إلى حملة لتغيير النظام. وفي اليوم نفسه، نشر نائب الرئيس جيه دي فانس سلسلة منشورات فسّرها مراقبون تمهيداً لعملية عسكرية، ودفاعاً استباقياً عن خيار الرئيس.

وأضافت أن ترمب كان يشعر بالغضب من المعلقين الذين ألمحوا إلى قرب تنفيذ ضربة على "فوردو"، كما استشاط غضباً من تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ذكر أنه أعطى الضوء الأخضر للتحضيرات، رغم عدم إصدار أمر التنفيذ بعد.

في يوم الخميس، تناول ترمب الغداء في البيت الأبيض مع ستيف بانون، أحد أبرز المعارضين للتدخل العسكري. ووفقاً لـنيويورك تايمز، اعتبر بعض معسكر اللا تدخل هذا اللقاء مؤشراً على تردد ترمب. 

وقد عززت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، هذا الانطباع عندما قرأت بياناً رسمياً يفيد بأن ترمب سيأخذ أسبوعين قبل اتخاذ القرار رغم أنه كتب البيان بنفسه مسبقاً في إطار خطة خداع إعلامية.

ختمت نيويورك تايمز تقريرها بالإشارة إلى أن ترمب غادر البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة إلى ناديه في بدمينستر، ما عزز الانطباع بعدم وجود تحرك عسكري وشيك. لكن في الساعة الخامسة مساءً، أصدر ترمب أمر تنفيذ الضربة، ومع علمه أن القاذفات تحتاج إلى 18 ساعة للوصول إلى إيران، أبقى لنفسه نافذة زمنية للتراجع – وهو خيار لم يمضِ فيه هذه المرة، على عكس ما فعله عام 2019.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
تفاصيل الضربة الأمريكية المفاجئة على إيران.. الخداع والسرية في "مطرقة منتصف الليل"
إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق.. الدوحة تدين "انتهاك سيادتها" وتحتفظ بحق الرد
أمين عام الناتو يحذّر من امتلاك إيران للسلاح النووي وسط التصعيد العسكري مع إسرائيل
بعثة للأمم المتحدة: بعض هجمات إسرائيل على إيران قد تخالف مبادئ القانون الدولي
تل أبيب تعلن اعتقال إسرائيلي يعمل لصالح طهران وإيران توقف جاسوساً "أوروبياً" يعمل لصالح الاحتلال
إيران تلوّح بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد غارات أمريكية على منشآتها النووية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع أضراراً جسيمة في منشأة فوردو الإيرانية بعد القصف الأمريكي
روسيا تعلن إسقاط 16 مسيّرة أوكرانية.. وكييف تتهم موسكو بقتل مدنيين إثر هجمات بالصواريخ
ترمب يخالف إدارته ويعلن نجاح الضربات على إيران ويناقش مع ستارمر إعادة طهران إلى المفاوضات
عراقجي يؤكد من موسكو حق إيران في الدفاع عن نفسها ويعقد مباحثات "حاسمة" مع بوتين
هجوم صاروخي جديد على تل أبيب.. ونتنياهو يتحدث عن حصيلة القتلى الإسرائيليين
إسرائيل تهاجم أهدافاً إيرانية جديدة.. وطهران تُسقط مسيّرة وتدين عدوان واشنطن على أراضيها بمجلس الأمن
دول عربية تُدين العدوان الأمريكي على إيران وتطالب بوقف التصعيد
"إعلان إسطنبول".. دعم موحَّد لإيران وفلسطين وسوريا ورفض شامل للعدوان الإسرائيلي
إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة العدوان الأمريكي وتحمّل واشنطن المسؤولية عن دعم "مجرم حرب"
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us