جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع استثنائي عُقد يوم الاثنين، إذ شدد على وجود فرصة ما زالت متبقية للدبلوماسية لتجنب تصاعد العنف والدمار إلى مستويات لا يمكن تصورها.
وأوضح غروسي أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أرسل إليه في 13 يونيو/حزيران رسالة أكد فيها أن إيران ستتخذ إجراءات خاصة لحماية المعدات والمواد النووية في المنشأة. وأشار إلى ضرورة وقف الصراع للسماح لفرق الوكالة بالدخول إلى المنشآت لتقييم الوضع، معرباً عن استعداد إيران لاتخاذ تدابير حماية ضمن إطار التزاماتها الدولية.
وأكد أن الوكالة لا تستطيع حتى الآن تقييم الأضرار التي لحقت بالجزء الواقع تحت الأرض من منشأة فوردو بشكل كامل، مشيراً إلى أن طبيعة الهيكل وحساسية أجهزة الطرد المركزي للاهتزازات تجعل وقوع أضرار كبيرة أمراً متوقعاً. وأضاف أن إيران أبلغت الوكالة بعدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المنشأة، وأن الوضع في المنشآت الأخرى لم يتغير.
وأشار المدير العام إلى أن الولايات المتحدة استخدمت أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها في الهجوم الذي استهدف منشآت نووية إيرانية، منها منشأة فوردو الواقعة تحت جبل، في محاولة للقضاء على مواقع التخصيب. وأوضح أن الوكالة لم تتمكن من إجراء تفتيشات منذ بدء الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران.
كما لفت غروسي إلى أن أحد أبرز التحديات تحديد وضع مخزون اليورانيوم المخصب في فوردو، والذي يتجاوز 400 كيلوغرام بنقاء يصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من المستوى المطلوب لصناعة الأسلحة النووية، رغم تأكيد إيران أن نشاطها مخصص لأغراض سلمية.
وفي ختام حديثه، أكد غروسي اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان سلامة مفتشي الوكالة وشكر السلطات الإيرانية على تعاونها في هذا الصدد.
وفجر الأحد، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان الإستراتيجية في إيران، وذلك استكمالاً للدعم العسكري والاستخباري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في عدوانها على إيران.
ومنذ 13 يونيو/حزيران تشن إسرائيل عدواناً واسعاً على إيران يستهدف منشآت نووية وقواعد وقادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين، فيما ترد طهران بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما خلّف قتلى وجرحى لدى الجانبين.