جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه تشياوكون، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة بكين، إذ أشار إلى أن أي تصعيد في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بإغلاق المضيق، ستكون له تبعات سلبية على الاقتصاد العالمي بأسره.
وأوضح المتحدث أن الخليج العربي والمياه المحيطة به يُعَدّان شرياناً رئيسياً لإمدادات الطاقة، مشيراً إلى أن نحو 45% من واردات الصين النفطية تمرّ عبر الخليج ومضيق هرمز، ما يجعل استقرار المنطقة أولوية قصوى لبكين. ودعا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لخفض التوتر، محذراً من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي ودفع المنطقة إلى مزيد من الفوضى.
وتأتي التصريحات الصينية عقب تصريحات للنائب الإيراني وعضو لجنة الأمن القومي في البرلمان إسماعيل كوثري، الذي قال الأحد إنّ البرلمان الإيراني توصّل إلى قناعة بضرورة إغلاق مضيق هرمز رداً على الغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وأضاف كوثري أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وفي بروكسل، عبّرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن قلقها من التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، ووصفت أي تحرك من جانب إيران لإغلاق المضيق بأنه سيكون "بالغ الخطورة ولن يصبّ في مصلحة أي طرف".
وأوضحت كالاس، خلال مؤتمر صحفي عقدته قُبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن التوترات الحالية تثير مخاوف كبيرة لدى الأوروبيين، مشيرة إلى أهمية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة. وكشفت عن لقائها مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف في 20 يونيو/حزيران، حيث ناقشا إلى جانب الملف النووي الإيراني قضايا أمنية أوسع نطاقاً تهم الجانبين.
واشنطن تدعو بكين لردع طهران
من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الصين إلى استخدام نفوذها للضغط على طهران من أجل تجنب إغلاق مضيق هرمز. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأحد، قال روبيو: "نحض الحكومة الصينية على التواصل مع إيران بشأن هذه المسألة، لأن اعتمادها على النفط المار عبر المضيق كبير جداً".
وأشار روبيو إلى أن أي إغلاق للمضيق سيكون بمثابة "خطأ فادح" و"انتحار اقتصادي" لإيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة تمتلك خيارات متعددة للرد، لكنه شدد على أن الضرر الاقتصادي سيطال دولاً كثيرة أخرى، ما يتطلب استجابة دولية أوسع.
وفي السياق ذاته، صرح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، بأن القواعد التي استخدمتها القوات الأمريكية لشنّ ضربات على منشآت نووية إيرانية ستُعتبر "أهدافاً مشروعة" مستقبلاً. كما انضمت الصين إلى روسيا وعدد من الدول العربية في إدانة الضربات الأمريكية، واعتبرت أنها تسهم في تصعيد التوترات في المنطقة.
ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالاً وخليج عمان وبحر العرب جنوباً، ويعبر منه نحو 40% من النفط المنقول بحراً في العالم، و20% من الغاز المسال، و22% من السلع الأساسية.
وفجر الأحد، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان الاستراتيجية في إيران، وذلك استكمالاً للدعم العسكري والاستخباري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في عدوانها على إيران.
ومنذ 13 يونيو/حزيران تشنّ إسرائيل عدواناً واسعاً على إيران يستهدف منشآت نووية وقواعد وقادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين، فيما تردّ طهران بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ما خلّف قتلى وجرحى لدى الجانبين.