وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال 24 ساعة "51 شهيداً (بينهم 3 منتشَلين) و104 إصابات" جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وأوضحت أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، وذكرت أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 بلغت 5 آلاف و647 شهيداً و19 ألفاً و201 إصابة".
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "55 ألفاً و959 شهيداً و131 ألفاً و242 إصابة".
26 شهيداً منذ الفجر
وفي السياق ذاته، استشهد 26 فلسطينياً وأصيب آخرون، جراء غارات وإطلاق نار إسرائيلي استهدف مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الأحد، ضمن الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان، بأن هجمات إسرائيلية استهدفت منازل وخياماً تؤوي نازحين، فضلاً عن تجمعات لباحثين عن طعام وطالبي مساعدات، وأوضحت أن الهجمات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
وحتى السبت، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء والمساعدات المعروفة بـ"الآلية الأمريكية - الإسرائيلية"، إلى 450 شهيداً فلسطينياً و3466 مصاباً، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، حسب بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.
121 شهيداً من الدفاع المدني
من جهته أعلن جهاز الدفاع المدني بغزة مقتل أحد عناصره جراء استهداف إسرائيلي مباشر لشقته في وسط القطاع، في إطار الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في بيان للمديرية العامة للدفاع المدني نعت فيه النقيب محمد ناصر غراب، الذي قتل جراء استهداف مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، لمنزله في مخيم النصيرات وسط غزة.
وأشار البيان إلى أن غراب عمل في صفوف الدفاع المدني منذ عام 2005، وذكر أنه بمقتل غراب يرتفع إجمالي شهداء الدفاع المدني جراء الغارات الإسرائيلية إلى 121 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يشكل 14.3 % من إجمالي عدد العاملين في المديرية.
وأدانت مديرية الدفاع المدني "استمرار استهداف العاملين لديها، مؤكدة أن جميع العاملين هم في حالة طوارئ يجري استدعاؤهم وقت احتياجهم في العمل الإنساني"، وفق البيان.
مأساة الموتى
وفي سياق متصل، تعيش غزة مأساة متفاقمة تطال حتى الأموات، في ظل أزمة خانقة تعيق دفن الشهداء، بسبب النقص الحاد في الحجارة والإسمنت اللازمين لبناء القبور، وتدمير الاحتلال الإسرائيلي عشرات المقابر، ما أجبر ذوي الشهداء على الانتظار لساعات طويلة بحثاً عن مكان ليواروا أحباءهم الثرى.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن العشرات من أهالي غزة يصطفون في المقابر على أمل العثور على قبر شاغر أو إمكانية تجهيز واحد بديل، في ظل تكدس الجثامين على الأرض، وغياب القدرة على إكرامها بالدفن.
وأوضح الفلسطيني عمر أبو دقة، في حديثة لـ"وفا": "صُدمتُ عندما وصلنا إلى المقبرة بعد الانتهاء من إجراءات المستشفى، فوجدنا عشرات الجثامين تنتظر دفنها، ولا قبور جاهزة".
فيما تحدث محمد أبو نجا عن تجربته المؤلمة قائلاً: "وصلنا لدفن فتاة من العائلة، ففوجئنا بعدد هائل من الجثامين والمواطنين في انتظار القبور، التي لم تُجهز بسبب انعدام المواد اللازمة للبناء"، موضحاً أن الأزمة لا تتوقف عند القبور، بل تمتد لتشمل أيضاً نقص الأكفان، إذ لم يعد هناك قماش أبيض كافٍ، ما دفع إلى استخدام أكياس بلاستيكية مخصصة لنقل الجثامين بديلاً.
وأشار المتطوع أسعد أبو صقر إلى أنهم اضطروا إلى جمع الحجارة من المنازل المدمرة لتجهيز القبور، إذ يستخدمون الطين بدلاً من الإسمنت الذي لم يدخل القطاع منذ عامين، ما يجعل القبور عرضة للانهيار في أية لحظة، وتجري تغطيتها بألواح صفيح قابلة للتآكل بفعل عوامل الطبيعة.
وفي محاولة لتخفيف الأزمة، جرى مؤخراً تخصيص أرض بجوار المخيم الجزائري في منطقة المواصي بخان يونس، لإنشاء نحو ألف قبر، بعدما استهدف الاحتلال أكثر من 40 مقبرة من أصل 60 في القطاع، دمر منها 22 كلياً، وألحق أضراراً جسيمة في 18 أخرى، ونبش جثامين أكثر من 2300 شهيد وسرقها.
ودفعت هذه الأوضاع المأساوية المواطنين إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية داخل ساحات المستشفيات والمدارس والحدائق، وحتى في الشوارع والطرقات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.