في الداخل الأمريكي، واجه القرار انتقادات حادة من نواب في مجلس النواب، إذ اتهم عدد من الأعضاء الرئيس بدفع البلاد نحو حرب جديدة دون تفويض من الكونغرس.
وقال زعيم الديمقراطيين في الكونغرس، حكيم جيفريز، إنّ ترمب "ضلل البلاد بشأن نيته، ولم يحصل على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أمريكا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط".
من جهتها، أعربت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين عن قلقها من تصرف الرئيس، مؤكدة أنه "فشل في طلب تفويض من الكونغرس، رغم وعده السابق بجلب السلام إلى الشرق الأوسط".
ووصفت نانسي بيلوسي، عضو مجلس النواب، الخطوة بأنها "تجاهل للدستور من خلال إشراك الجيش الأمريكي دون إذن من الكونغرس"، وطالبت بإجابات فورية بشأن العملية التي وصفتها بأنها "تعرض الأمريكيين للخطر وتزعزع الاستقرار".
كما أبدى النائب الجمهوري توماس ماسي اعتراضه على العملية، وكتب على منصة إكس أن "قصف ترمب للمواقع النووية الإيرانية مخالف للدستور".
وفي السياق نفسه، اعتبر السيناتور المستقل بيرني ساندرز أن القرار "مخالف بشكل صارخ للدستور"، مشيراً إلى أن "الكيان الوحيد الذي يملك سلطة إعلان الحرب هو الكونغرس، لا الرئيس".
ردود فعل دولية متباينة
خارجياً، انقسمت ردود فعل قادة العالم بين مؤيد ومعارض للضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية اليوم الأحد.
وفي هذا السياق أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربات، واعتبرها "قراراً جريئاً من ترمب"، قائلاً إنّ "التاريخ سيسجل أن ترمب تحرّك لمنع أخطر نظام في العالم من امتلاك أخطر الأسلحة".
في المقابل، أدانت طهران الهجوم بشدة، إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنّ "الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكاً جسيماً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، مضيفاً أن إيران "تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها وشعبها".
وأعربت الرياض عن "إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة إيران"، مشيرة إلى "ضرورة بذل كل الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد".
كما قالت سلطنة عمان إنّ الضربات الأمريكية ضد منشآت إيران النووية انتهاك خطير للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
بدوره قال العراق تعليقاً على الضربة الأمريكية لإيران إنّ مسؤولية القوى الكبرى تكمن في نزع فتيل الأزمة، لا في تأجيجها أو الانخراط فيها.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق بالغ" إزاء التصعيد، ودعا جميع الأطراف إلى التهدئة والعودة إلى الدبلوماسية، محذراً من أن "الوضع قد يخرج عن السيطرة بسرعة، مما يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر".
وفي السياق ذاته، عبّرت عدة دول عن قلقها من التصعيد، إذ أكدت نيوزيلندا عبر وزير خارجيتها وينستون بيترز أن "الأعمال العسكرية الجارية مقلقة للغاية"، داعية إلى العودة للحوار.
أما أستراليا، فعبّرت عن موقف حذر، مشيرة إلى "تقلب الوضع الأمني في المنطقة"، ومؤكدة دعمها للجهود الدبلوماسية.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية المكسيكية إلى "تهدئة التوتر واستعادة التعايش السلمي"، فيما أدانت فنزويلا عبر وزير خارجيتها إيفان جيل "العدوان العسكري الأمريكي"، معتبرة أنه جاء "بناءً على طلب دولة إسرائيل".
كذلك وصف الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانل الهجوم بأنه "تصعيد خطير ينتهك ميثاق الأمم المتحدة ويغرق الإنسانية في أزمة ذات عواقب لا يمكن تداركها".
وفي وقت سابق الأحد، قال ترمب في منشور على منصة تروث سوشيال إنّ "الطائرات الأمريكية أسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام".
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.