وأعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي بالكامل حتى إشعار آخر، كما أوقفت العمل في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.
وأفادت القناة 12 العبرية بأن سلطة المطارات طلبت من المسافرين عدم التوجه إلى المطار، وبدأت إجراءات إخلاء الطائرات من أرضه تحسباً لأي تطورات أمنية.
وأكدت وزارة النقل الإسرائيلية أن القرار يهدف إلى "تقليل المخاطر على الركاب والطائرات"، موضحة أن استئناف الرحلات سيُعلن عنه مسبقاً بست ساعات على الأقل. كما أعلنت شركات الطيران الإسرائيلية "العال" و"يسرائير" و"أركيا" تعليق جميع رحلاتها الجوية.
في السياق نفسه، أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار 24" أن شركات الطيران بدأت الابتعاد عن أجواء إسرائيل، إيران، العراق، والأردن، وتحويل مساراتها إلى ممرات جوية بديلة تمر عبر آسيا الوسطى والسعودية.
وفي إيران، أُغلق المجال الجوي أمام الرحلات المدنية، رغم رصد مرور طائرات تابعة لشركات طيران الإمارات ولوفتهانزا والخطوط الجوية الهندية، قبل صدور أوامر التحويل.
وذكرت "إير إنديا" أنها حولت أو أعادت عدة رحلات كانت قادمة من نيويورك، فانكوفر، شيكاغو، ولندن إلى وجهاتها الأصلية أو إلى مطارات بديلة.
كما أعلن العراق فجر الجمعة إغلاق مجاله الجوي بالكامل ووقف حركة الملاحة الجوية في مطاراته. ويعد شرق العراق، المتاخم لإيران، من أكثر الممرات الجوية ازدحاماً عالمياً، إذ تمر عبره عشرات الرحلات بين آسيا والخليج وأوروبا.
ولاحقاً، انضم الأردن إلى قائمة الدول التي أغلقت أجواءها، وسط تصاعد التوتر بعد الهجوم الإسرائيلي الذي حمل اسم "الأسد الصاعد".
من جهته، حذّر موقع "Safe Airspace" المتخصص بمخاطر الطيران من أن "الوضع لا يزال يتكشف"، داعياً شركات الطيران إلى "توخي أقصى درجات الحذر" في المنطقة.
وعلى صعيد المطارات الخليجية، أعلنت شركة فلاي دبي تعليق رحلاتها إلى عمان وبيروت ودمشق بالإضافة إلى إيران وإسرائيل، وتحويل أو إلغاء عدد من الرحلات المقررة. كما أُبلغ عن تحويل رحلة لطيران الإمارات من مانشستر إلى دبي نحو إسطنبول، وأخرى تابعة لـ"فلاي دبي" كانت متجهة من بلغراد إلى يريفان.
وأظهرت البيانات أن الخطوط الجوية القطرية ألغت بدورها رحلتين إلى دمشق.
وفي أبوظبي، أعلن مطار زايد الدولي عن "احتمال حدوث اضطرابات في حركة الرحلات الجوية خلال اليوم"، داعياً المسافرين إلى التحقق من حالة رحلاتهم عبر شركات الطيران قبل التوجه إلى المطار، بحسب بيان رسمي نشره الحساب الرسمي للمطار على منصة "إكس".
ويعيد هذا المشهد التذكير بالمخاطر المتزايدة التي تواجه الطيران التجاري في مناطق النزاع، في وقت لم تغب فيه عن الأذهان حوادث إسقاط طائرات مدنية في مناطق نزاع خلال العقدين الماضيين، أبرزها طائرة الخطوط الماليزية MH17 فوق شرق أوكرانيا عام 2014، وطائرة الخطوط الأوكرانية التي أسقطت في إيران عام 2020.