وطالب عراقجي، على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، محذراً من التبعات الخطيرة لهذا "العدوان السافر".
وأكد أن الهجوم الأمريكي يمثل خرقاً واضحاً لمبدأ عدم الانتشار النووي، متهماً الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ"خيانة إيران" وانصياعه لرغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ"المجرم" والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وشدد عراقجي على أن بلاده تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن النفس، وفق ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن إيران تملك خيارات متعددة للرد، دون الإفصاح عن تفاصيلها.
كما أكد التزام طهران بمعاهدة حظر الانتشار النووي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه المعاهدة "لا توفر حماية" في وجه الهجمات العسكرية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تساوم على سيادتها، وأنها ستواصل الدفاع عن أرضها وشعبها بكل السبل الممكنة، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بـ"العدوان النووي من قبل قوة عظمى ونظام مسلح بأسلحة نووية".
عودة إلى المفاوضات
وفي سياق متصل، قال عراقجي إن بلاده لم تغادر المفاوضات النووية حتى يُطلب منها العودة إليها، مشيراً إلى أن إيران كانت ولا تزال منخرطة في مسارات دبلوماسية مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) والاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في منشور لعراقجي على منصة "إكس" اليوم الأحد، رداً على دعوات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي طالبت طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار عراقجي إلى أن إسرائيل كانت أول من بادر بعرقلة المسار الدبلوماسي، تلاها قرار مماثل من الولايات المتحدة، رغم انخراط إيران في محادثات مباشرة وغير مباشرة بشأن ملفها النووي. وانتقد ما وصفه بـ"المعادلة المقلوبة" التي تتهم طهران بتقويض الحوار، متسائلاً: "كيف تعود إيران إلى مفاوضات لم تغادرها أصلاً؟".
وفجر الأحد، انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، بإعلان ترمب، تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، الطائرات الأمريكية "أسقطت حمولة كاملة من القنابل" على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني "بسلام".
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.