وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان اليوم الأربعاء، إن 144 شهيداً (بينهم 4 شهداء انتشال) و560 مصاباً وصلوا المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55637 شهيداً و129880 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023".
وبحسَب شهود عيان، استهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل، وخياماً تؤوي نازحين، وتجمعات للمدنيين في مدن شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطنيين.
وفي جنوب مدينة غزة فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على تجمع لمدنيين ينتظرون المساعدات قرب محور نتساريم، ما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينياً وإصابة العشرات، بينهم حالات حرجة.
وتشير المعلومات إلى أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات المحدودة التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، حيث يتجمع آلاف الفلسطينيين الجوعى حول الشاحنات بمجرد وصولها، في ظل ظروف إنسانية مأساوية.
ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يتعرض منتظرو المساعدات إما لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإما لهجمات تنفذها عصابات مسلحة مدعومة بشكل غير مباشر من إسرائيل، بهدف خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني.
وفي حي الزيتون شرق مدينة غزة، أدى قصف جوي إسرائيلي استهدف منزل عائلة المناصرة إلى استشهاد 3 فلسطينيين، بينهم طفل، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عدد من السكان.
وتعرضت للقصف خيمتان تؤويان نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين، بينهم أطفال.
"أمر غير مقبول"
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته الشديدة لاستهداف المدنيين الذين كانوا يسعون للحصول على الغذاء، معتبراً أن ما حدث جنوب قطاع غزة "أمر غير مقبول"، ودعا إلى فتح تحقيق "فوري ومستقل" في تلك الهجمات.
وجاءت تصريحات غوتيريش عبر نائبه المتحدث الرسمي فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، ونقله موقع أخبار الأمم المتحدة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكبت مجزرة دامية صباح الثلاثاء في دوار التحلية بمحافظة خان يونس، استهدفت خلالها تجمعاً لمدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية، ما أدى إلى استشهاد 51 فلسطينياً وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم 20 في حالة حرجة.
ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله إن "استهداف المدنيين الذين يبحثون عن الطعام يُعَدّ أمراً مروعاً وغير مقبول"، مشدداً على ضرورة "إجراء تحقيق مستقل ومساءلة المسؤولين عن هذه الانتهاكات".
وأكد المتحدث الأممي أن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة لا تزال "هائلة وغير ملباة"، داعياً إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية "على الفور وبشكل واسع ومن دون عوائق".
كما شدد على ضرورة تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أداء مهامها "بأمان، وفي ظل احترام تام للمبادئ الإنسانية الأساسية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.